وهي أبيات ذكرها مسلم في صحيحه، وهي في السير أتم، أو الصلاة عليه كما روى زيد بن أسلم خرج عمر ليلة يحرس، فرأى مصباحاً في بيت وإذا عجوز تنفش صوفاً وتقول:
على محمد صلاة الأبرار
صلى عليه الطيبون الأخيار
قد كنت قواماً بُكاً بالأسحار
يا ليت شعري والمنايا أطوار
هل يجمعني وحبيبي الدار
يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- فجلس عمر يبكي، وكذلك ذكر أصحابه ومدحهم -رضي الله عنهم-.
ولقد أحسن محمد بن سابق حيث قال:
إني رضيت علياً للهدى علماً ... كما رضيت عتيقاً صاحب الغارِ
وقد رضيت أبا حفصٍ وشيعته ... وما رضيت بقتل الشيخ في الدارِ
كل الصحابة عندي قدوة علم ... فهل عليَّ بهذا القول من عارِ
إن كنت تعلم أني لا أحبهم ... إلا من أجلك فاعتقني من النارِ
وقال آخر فأحسن:
حب النبي رسول الله مفترض ... وحب أصحابة نور ببرهانِ
من كان يعلم أن الله خالقه ... لا يرمين أبا بكرٍ ببهتانِ
ولا أبا حفصٍ الفاروق صاحبه ... ولا الخليفة عثمان بن عفانِ
أما علي فمشهور فضائله ... والبيت لا يستوي إلا بأركانِ
الأركان الأربعة يعني، يعني حب الأربعة مجتمعين هذه عقيدة المسلمين، ولا يستقيم الدين إلا بهذا؛ لأنهم هم حملة الدين، وهم الذين بواسطتهم بلغنا هذا الدين، فإذا قدحنا فيهم فإننا نقدح بالدين الذي وصلنا من طريقهم، وكون المدح لهؤلاء مطلوب الثناء عليهم، لا سيما النبي -عليه الصلاة والسلام- قربة إلى الله -جل وعلا- لكن لا يكون هذا مع مجاوزة في الحد، وغلو فيه -عليه الصلاة والسلام- كما فعله كثير من الشعراء، إذا صرفوا له شيئاً من حقوق الرب -جل وعلا-، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم)) ((إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو)) والشاعر منهم يقول:
فإن من جودك الدنيا وضرّتها ... ومن علومك علم اللوحِ والقلمِ
ويقول:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العممِ
فما ترك شيء لله -جل وعلا-، فهذا الغلو محرم بل شرك، يصرف للنبي -عليه الصلاة والسلام- شيء من حقوق الله التي لا تصرف إلا له، هذا هو عين الشرك.
طالب: هل من علامات .... في السنة، تترضى على الأئمة الأربعة والدعاء لولي الأمر؟