إذا لسعته النحل لم يرج لسعها ... وخالفها في بيت نوب عواملُ
وقيل: {لَا يَرْجُونَ} [(21) سورة الفرقان] لا يبالون، قال:
لعمرك ما أرجو إذا كنت مسلماً ... على أي جنب كان في الله مصرعي
بمناسبة ذكر النحل ولسع النحل مع الصبر، الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- وهو في صلاته لسعته نحلة في بضعة عشر موضعاً من جسده وهو يصلي وما شعر بذلك، لم يشعر بذلك ممن حوله أحد، فلما قيل له: لمَ لمْ تقطع صلاتك؟ لأنه لما سلم صار جسده كله متغير، كله أورام من إثر هذه اللسعات فقال: إنه افتتح سورة فكره أن يقطعها، والله المستعان، وواحد من طلاب العلم قطع صلاته من أجل سلك رفيع جداً يتدلى من ثوبه ويمر على رجله، هذه حقيقة ما هي ... يعني وجد من الإمام البخاري هذا، ووجد أيضاً مقابله من شخص من طلاب العلم المعروفين يعني ما هو نكرة، سلك رفيع يتدلى من ثوبه ويمس رجله رايح جاي، ظنه حشرة وإلا شيء فقطع صلاته، ولم يتأذى بذلك لكن الله يقول: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [(4) سورة الليل].
قال ابن شجرة: لا يأملون، قال:
أترجو أمة قتلت حسينا ... شفاعة جدة يوم الحساب
{لَوْلَا أُنزِلَ} [(21) سورة الفرقان] أي هلا أنزل، {عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ} فيخبروا أن محمد صادق، {أَوْ نَرَى رَبَّنَا} عياناً فيخبرنا برسالته، نظيره قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا} [(90) سورة الإسراء] إلى قوله: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً} [(92) سورة الإسراء] قال الله تعالى: {لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا} حيث سألوا الله الشطط؛ لأن الملائكة لا ترى إلا عند الموت أو عند نزول العذاب، والله تعالى لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار فلا عين تراه.
يعني في الدنيا، وأما في الآخرة فالمؤمنون يرون ربهم -جل وعلا-، {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} [(103) سورة الأنعام] يعني لا تحيط به، وهذا في الدنيا كما هو معلوم، وحمله على الآخرة متجه؛ لأن الإدراك قدر زائد على مجرد الرؤية، الإدراك المراد به الإحاطة من جميع الجهات.