قال النحاس: وهذا قول حسن، كما قال: فشركما لخيركما الفداء، قيل: إنما قال ذلك لأن الجنة والنار قد دخلتا في باب المنازل، فقال ذلك لتفاوت ما بين المنزلين، وقيل: هو مردود علي قوله: {تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ} [(10) سورة الفرقان] .. الآية، وقيل: هو مردود على قوله: {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا} [(8) سورة الفرقان] وقيل: إنما قال ذلك على معنى علمكم واعتقادكم أيها الكفار، وذلك أنهم لما كانوا يعملون عمل أهل النار صاروا كأنهم يقولون إن في النار خيراً.
يعني بلسان الحال وإن لم يكن بلسان المقال، فلما عملوا لها كأنهم زعموا أو ظنوا أن فيها خيراً.
قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ} [(16) سورة الفرقان] أي من النعيم، {خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولًا} [(16) سورة الفرقان] قال الكلبي: وعد الله المؤمنين الجنة جزاءً على أعمالهم فسألوه ذلك الوعد فقالوا: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ} [(194) سورة آل عمران] وهو معنى قول ابن عباس وقيل: إن الملائكة تسأل لهم الجنة دليله قوله تعالى: {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم} [(8) سورة غافر] .. الآية، وهذا قول محمد بن كعب القرظي، وقيل معنى {وَعْدًا مَسْؤُولًا} أي واجباً وإن لم يكن يسأل كالدين، حكي عن العرب: لأعطينك ألفاً، وقيل: {وَعْدًا مَسْؤُولًا} يعني أنه واجب لك فتسأله، وقال زيد بن أسلم: سألوا الله الجنة في الدنيا ورغبوا إليه بالدعاء فأجابهم في الآخرة إلى ما سألوا، وأعطاهم ما طلبوا، وهذا يرجع إلى القوم الأول.
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، يكفي هذا.
طالب:. . . . . . . . .
على كل حال، لهم فيها ما يشاءون، وما يطلبون، وفيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، الإنسان إذا دخلها ما عليه. . . . . . . . .
طالب: بعضهم يتوسع في بعض. . . . . . . . .
على كل حال التوسع، أقول: فضل الله أوسع.
اللهم صل على محمد وعلى آله.