قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ} [(47) سورة الحج] نزلت في النضر بن الحارث وهو قوله: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [(22) سورة الأحقاف] وقيل: نزلت في أبي جهل بن هشام وهو قوله: {اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ} [(32) سورة الأنفال].

{وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} [(47) سورة الحج] أي في إنزال العذاب، قال الزجاج: استعجلوا العذاب فأعلمهم الله أنه لا يفوته شيء، وقد نزل بهم في الدنيا يوم بدر.

استعجلوا العذاب لأنهم كذبوا به.

قوله تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} [(47) سورة الحج] قال ابن عباس ومجاهد: يعني من الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض، قال عكرمة: يعني من أيام الآخرة أعلمهم الله إذا استعجلوه بالعذاب في أيام قصيرة أنه يأتيهم به في أيام طويلة. قال الفراء: هذا وعيد لهم بامتداد عذابهم في الآخرة أي يوم من الأيام عذابهم في الآخرة ألف سنة، وقيل: المعنى وإن يوماً في الخوف والشدة في الآخرة كألف سنة من سني الدنيا فيها خوف وشدة، وكذلك يوم النعيم قياساً.

وإن كان يوم النعيم لا يدرك طوله كإدراك يوم البؤس والشدة، فيوم البؤس والشدة طويل وإن كان قصيراً، ويوم النعيم قصير وإن كان طويلاً.

أيام إقباله كاليوم في قصرٍ ... ويوم إدباره في الطول كالحُججِ

يعني مثل السنين.

وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي (مما يعدون) بالياء المثناة تحت، واختاره أبو عبيد لقوله: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ} [(47) سورة الحج] والباقون بالتاء على الخطاب واختاره أبو حاتم.

قوله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا} [(48) سورة الحج] أي أمهلتها مع عتوها، {ثُمَّ أَخَذْتُهَا} أي بالعذاب، {وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ}.

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ} [(49) سورة الحج] يعني أهل مكة، {إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ} أي منذر مخوف، وقد تقدم في البقرة الإنذار في أولها.

يعني عند قوله -جل وعلا-: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ} [(6) سورة البقرة].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015