يرد عليهم ما يرد، عقل الرشد في القلب، وماذا عن المجنون أيش يصير من ذا وإلا ذا؟ قد يفحص على قلب مجنون فيوجد سليم من كل وجه، لكن هل المراد السلامة والسقم الحسي أو المعنوي؟ يعني المؤثر في القلب في العقل هل هو السلامة {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [(89) سورة الشعراء] هل مراد السلامة الحسية أو المعنوية؟ لا شك أنها المعنوية.
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} [(46) سورة الحج] قال الفراء: الهاء عماد، ويجوز أن يقال فإنه، وهي قراءة عبد الله بن مسعود والمعنى واحد التذكير على الخبر والتأنيث على الأبصار أو القصة أي فإن الأبصار لا تعمى ...
الهاء هذه ضمير الشأن أو ضمير القصة ضمير الشأن والقصة؛ لأن الشأن والقصة سواء إلا إنه إن أعيد مؤنثاً كما في قوله: (فإنها) فعل مراد به القصة، وإن أعيد مذكراً كما في قراءة ابن مسعود صار الشأن.
أي فإن الأبصار لا تعمى أو فإن القصة {لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} [(46) سورة الحج] ...
لماذا لا نقول: أن الضمير يعود على ما ذكر هنا؟
أولاً: لو تصورنا عوده إلى مذكور يكون عائداً إلى {الْأَبْصَارُ} يكون عائداً على {الْأَبْصَارُ} وحينئذٍ يكون عائداً على متأخر في اللفظ وفي الرتبة أيضاً، هذا الذي جعلهم يقولون: إن الضمير –الهاء- عماد أو ضمير الشأن والقصة، ولا يقولون: يعود على {الْأَبْصَارُ} وإلا فالأصل المكني عنه هنا الأبصار، فلو تقدم الأبصار تقدم الحديث عن الأبصار وجاء مر ذكرها وقيل: فإنها لا تعمى يعود على أيش؟ الأبصار بلا شك؛ لأنه يعود على متقدم، لكن كونه عاد على متأخر عدلوا عن عوده إلى متأخر إلى كونه ضمير شأن أو قصة.