وكانت قبل الإسلام مختصة برهبان النصارى وبعباد الصابئين قاله قتادة، ثم استعمل في مئذنة المسلمين والبيع جمع بِيْعة وهي كنيسة النصارى، وقال الطبري: قيل هي كنائس اليهود، ثم أدخل عن مجاهد ما لا يقتضي ذلك، {وَصَلَوَاتٌ} [(40) سورة الحج] قال الزجاج والحسن: هي كنائس اليهود وهي بالعبرانية صلوتاً، وقال أبو عبيدة: الصلوات بيوت تبنى للنصارى في البراري يصلون فيها في أسفارهم، تسمى صلوتاً فعرَّبت فقيل صلوات، وفي {وَصَلَوَاتٌ} تسع قراءات ذكرها ابن عطية: (صُلُوات) (صَلْوَات) (صِلْوَات) (صُلُولى) على وزن فعولى (صُلوبٌ) بالباء بواحدة جمع صليب (صُلوث) بالثاء المثلثة على وزن فعول (صُلُوات) بضم الصاد واللام وألف بعد الواو (صُلُوثاً) بضم الصاد واللام وقصر الألف بعد الثاء المثلثة (صِلْويثا) بكسر الصاد وإسكان اللام وواو مكسورة بعدها ياء بعدها ثاء منقوطة بثلاث بعدها ألف.

وذكر النحاس: وروي عن عاصم الجحدري أنه قرأ (وصُلُوب)، وروي عن الضحاك (وصُلوث) بالثاء معجمة بثلاث، ولا أدري أَفَتح الصاد أم ضمها. قلت: فعلى هذا تجيء هنا عشر قراءات.

لعله عدها بلغت اثنا عشر فعد. . . . . . . . .

وقال ابن عباس: الصلوات الكنائس، أبو العالية: الصلوات مساجد الصابئين، وقال ابن زيد: هي صلوات المسلمين تنقطع إذا دخل عليهم العدو، وتهدم المساجد، فعلى هذا استعير الهدم للصلوات من حيث تعطل أو أراد موضع صلوات فحذف المضاف، وعلى قول ابن عباس والزجاج وغيرهم: يكون الهدم حقيقة.

الهدم ضد العمارة، فالهدم الحسي ضد العمارة الحسية، والهدم المعنوي ضد العمارة المعنوية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015