على كل حال: المسألة متفاوتة، الصلاة دون الشرك، ومع ذلك هو كفر، وشرك في الوقت نفسه، لكن شرك مختلف فيه هل هو مخرج أو غير مخرج؟ بينما الشرك، {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} فهو أعظم من الصلاة من هذه الحيثية، وإن كان يدخل فيه الشرك الأصغر على قول، فالمسألة تحتاج إلى بسط.
الثالثة والعشرون: من حلف على شيء لا يفعله فرأى فعله أولى منه أتاه وكفّر عن يمينه أو كفر عن يمينه وأتاه، كما تقدم في المائدة، ورأى الفقهاء أن من حلف ألا يفعل سنة من السنن أو مندوباً وأبّد ذلك أنها جرحة في شهادته.
لأنه حلف أن لا يفعل السنة، ومن داوم على تركها فهو رجل سوء.
ذكره الباجي في المنتقى.
الرابعة والعشرون: قوله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ} [(22) سورة النور] {وَلَا يَأْتَلِ} معناه: يحلف وزنها يفتعل من الألية، وهي اليمين، ومنه قوله تعالى: {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ} [(226) سورة البقرة] وقد تقدم في البقرة. وقالت فرقة: معناه يقصر ..
ومنه الإيلاء المعروف، الإيلاء أن يحلف الرجل أن لا يطأ زوجته أربعة أشهر فأكثر.
من قولك: ألوت في كذا إذا قصرت فيه، ومنه قوله تعالى: {لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً} [(118) سورة آل عمران].
الخامسة والعشرون: قوله تعالى: {أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [(22) سورة النور] تمثيل وحجة: أي كما تحبون عفو الله عن ذنوبكم، فكذلك اغفروا لمن دونكم وينظر إلى هذا المعنى قوله -عليه السلام-: ((من لا يرحم لا يرحم)).