ولم يجلد عبد الله بن أبي لأن الحدود كفارات، وما وقع فيه كفارات، وما وقع فيه عبد الله بن أبي أعظم من أن يكفر، ولئلا يتحدث الناس لا سيما وأن عبد الله بن أبي حامل راية نزاع وشقاق، ولعدم موافقته النبي عليه الصلاة والسلام في الباطن، وله أتباع وأنصار، قد يتحدثون بأن كما أشير على النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض المواضع وهو مستحق القتل لأنه منافق كافر، ويقع منه ما يدل على كفره، فاعتذر النبي عليه الصلاة والسلام عن قتله، وقال: ((لئلا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه)) فلا شك أن عين الحكمة والمصلحة في مثل هذا، الذي له أتباع، وله شأن وشرق بالدعوة، لأنه كان يتوقع الملك على الأنصار، ثم بعد ذلك عامله النبي عليه الصلاة والسلام بالرفق واللين إلى أن مات على نفاقه، والله المستعان.
طالب: ما يقال أنه ما ثبت أنه تكلم وإنما شارك في الإفك؟
الشيخ: من أهل العلم من قال: أنه كان يعرض تعريض ويستوشي ويشيع في المجالس وينسبه إلى غيره، ولم يتكلم به نسبةً إلى نفسه، فلم يكن قاذفاً، قيل: بهذا لكن أمره أعظم –نسأل الله السلامة والعافية-.
طالب: حسان؟!
الشيخ: لا لا، عبد الله بن أبي، لأنه ما ثبت أنه حُد حَد القذف.
طالب: يا شيخ قد يقال أنه على قول أنه له أتباع يعني مسألة إقامة الحدود تقام على من له أتباع ومن ليس له أتباع؟
الشيخ: لا شك، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا وقت تشريع، بعد أن أكمل الله الدين لا كلام لأحد، هذا وقت تشريع ووقت توطيد ما هو مثل الآن، خلاص انتهى، كل شيء تم، لا بد من إقامة الحدود على كل أحد كائناً من كان، وإذا بلغت الحدود السلطان فإن عفا فلا عفا الله عنه.
طالب: ما يقال أنه مطالب بفروع الشريعة - يعني عبد الله بن أبي-؟
الشيخ: لا شك – إلا- مطالب ولا بد أن يؤدي أحكام الإسلام كلها، ظاهرةً وباطنة، لكن هو منافق يعامل حسب الظاهر معاملة المسلمين.