قال: وقال أبو أسامة، وأخرجه أيضاً عن محمد بن كثير عن أخيه سليمان من حديث مسروق عن أم رومان أم عائشة أنها قالت: لما رميت عائشة خرت مغشياً عليها، وعن موسى بن إسماعيل من حديث أبي وائل قال: حدثني مسروق بن الأجدع قال: حدثتني أم رومان، وهي أم عائشة، قالت: بينا أنا قاعدة أنا وعائشة إذ ولجت امرأة من الأنصار، فقالت: فعل الله بفلان، وفعل بفلان! فقالت أم رومان: وما ذاك؟ قالت ابني فيمن حدث الحديث! قالت: وما ذاك؟ قالت: كذا وكذا قالت عائشة: سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: نعم، قالت: وأبو بكر، قالت: نعم! فخرت مغشياً عليها، فما أفاقت إلا وعليها حمىً بنافض، فطرحت عليها ثيابها فغطيتها، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما شأن هذه؟ فقلت: يا رسول الله أخذتها الحمى بنافض، قال: فلعل في حديث تحدث به، قالت: نعم، فقعدت عائشة، فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقوني! ولئن قلت: لا تعذروني! مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه، والله المستعان على ما تصفون. قالت: وانصرف، ولم يقل شيئاً فأنزل الله عذرها، قالت: بحمد الله لا بحمد أحد ولا بحمدك. قال أبو عبد الله الحميدي: كان بعض من لقينا من الحفاظ البغداديين يقول: الإرسال في هذا الحديث أبين، واستدل على ذلك بأن أم رومان توفيت في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومسروق لم يشاهد النبي -صلى الله عليه وسلم- بلا خلاف، وللبخاري من حديث عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة أن عائشة كانت تقرأ: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ} [(15) سورة النور] وتقول: الولق الكذب، قال ابن أبي مليكة: وكانت أعلم بذلك من غيرها، لأنه نزل فيها ..
يعني فتقدم قراءتها على قراءة غيرها، لأنها صاحبة الشأن، هذا رأيه.