التفسير الموضوعي إذا أضيف إلى التفسير التحليلي ينتفع به طالب العلم، فمثلاً في التفسير الموضوعي إذا أخذ موضوعاً مهماً من موضوعات القرآن وينفع في هذه ويقربه، مثل المفردات الراغب، يعني يجيلك المفردات في جميع القرآن ويفسرها في موضع واحد، فمثلاً إذا احتجنا إلى تفسير أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة في سورة الواقعة، إذا نظرنا إلى السورة بمفردها ألا يحصل في هذا نقص وخلل، لكن إذا قارنا فيها ما جاء في السور الأخرى كسورة البلد مثلاً اتضحت السورة لدينا أكثر، فإذا نظرنا إلى موضع أخر أنظم إلى ذلك ما نحتاج إليه في توضيح هذا اللفظ أكثر، يعني: لو جمع الإنسان لفظ أو مادة الترف في القرآن، أو الإخبات، مثلاً أو التقوى، يعني: كونه ينضر إليها في موضع واحد قد يكون هذا الموضع الذي نظر إليه بمفرده مجمل، وقد بني وفصل في موضع أخر، فإذا نظر إلى هذا الموضوع في جميع القرآن اتضحت له الصورة أكثر، يظهر هذا جلياً في قصص القرآن، فقصة آدم تكررت في مواضع من القرآن، قصة موسى تكررت في مواضع، في بعض المواضع تكون مجملة، وفي موضع آخر تكون مفصلة، وفي موضع ثالث تكون على صورة مغايرة لما تقدم، فإذا نظر إلى هذه القصة في جميع القرآن صار التصور كاملاً عنده، لكن إذا نظر إليها في موضع أخر وغفل عن المواضع الأخرى يكون التصور عنده ناقص، يكون التصور عنده ناقص، ولذا التفسير الموضوعي على هذه الكيفية، يعني: أنت مثلاً تبحث عن صفات المؤمنين، صفات المؤمنين لا بد أن تنظر إليها في جميع القرآن، فيكون من ناحية التفسير موضوعي لأن هذا موضوع فلا تنظر إليها من سورة البقرة فقط، بل تنظر إليها في جميع القرآن تتضح لك الصورة وتكتمل، لأن بعض المواضع مثل ما ذكرنا وذكر أهل العلم مجملة وبينة في المواضع الأخرى، وإذا أتي على جميع ما في القرآن على ما يخص هذا الموضوع، ثم بعد ذلك ثني بماء جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ثم ثلث بما جاء عن سلف هذه الأمة وأئمتها تكون الصورة واضحة مثل الشمس، يعني: الإنسان يحتاج إلى مؤلف مثل مدارج السالكين لابن القيم، مدارج السالكين لابن القيم، كتاب عظيم ومن أنفع ما يقرأه طالب العلم لكن ما يسلم من بعض بقايا الآثار التي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015