{قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ} [سورة الواقعة: 49]، {قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ} يعني من لدن آدم إلى قيام الساعة، من آدم -عليه السلام- إلى قيام الساعة، {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ} {لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} [سورة الواقعة: 50]، ميقات يعني: وقت يوم معلوم، أي: يوم القيامة، لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم إلى بمعنى: اللام، والأصل أن الجمع يعدى بفي لمجموعون في ميقات، في وقت يوم معلوم، لأنه ظرف والظرف يتضمن معنى في وكأن مجموعون ضمن معنى السوق، لمسوقون والسوق يعدا بالا، لمسوقون إلى ميقات يعني: لوقت يوم معلوم في أيام القيامة، ونحن بين أمرين إما أن نظمن الفعل الذي هو الجمع لمجموعون، نظمنه معنى ما يتعدى بالى كأن نقول: لمسوقون لمجموعون يعني: لمسوقون إلى ميقات يوم معلوم، أو نظمن الحرف معنى في، أو اللام كما قدره المؤلف، وأيهما أولى تضمين الفعل أو تضمين الحرف؟ نعم، تضمين الفعل أولى من تضمين الحرف، أهل العربية يقولون: إن الحروف تتقارب، يعني: يأتي بعضها في مكان بعض، {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [سورة طه: 71] يعني: في جذوع النخل، يقولون إن الحروف تتقارب، وشيخ الإسلام ابن تيمية يقرر أن تضمين الأفعال أولى من تضمين الحروف، أولى من تضمين الحروف، وعلى كل حال التضمين موجود في لغة العرب، ويوجد في الحروف مالا يمكن تضمين الفعل بما لا يناسبه، إذا لا بد من تضمين الحرف أحياناً والأكثر هو تضمين الفعل، وشيخ الإسلام يقول: أبداً لا يمكن تضمين الحرف وتضمين الفعل هو المتعين، وأهل العربية كثير منهم يرى أن تضمين الحرف أسهل من تضمين الفعل، كم؟ نختصر على هذا والله أعلم،
وصلى الله وسلام وبارك على عبده نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.