يقول -رحمه الله- تعالى: {وبُسّتِ الْجِبالُ بسًّا} [(5) سورة الواقعة] اختار المؤلف أن معنى {بُسّتِ} "فتتت" من بين أقوال لأهل العلم منها "سيرت"، وفي الحديث الصحيح: "لما فتحت الأمصار كما هو في صحيح مسلم فذهب الناس يبثون يعني إن هذه الأمصار كمصر والشام والعراق واليمن، يعني يسيرون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون" فالبث بمعنى السير. . . . . . . . . لأنهم يسيرون بأهليهم وأموالهم ودوابهم سيراً بطيئاً، {وترى الْجِبال تحْسبُها جامِدةً وهِي تمُرُّ مرّ السّحابِ} [(88) سورة النمل] يعني تسير مثل السحاب، وهذه مما قيل في تفسير هذه الآية، لكن اختيار المؤلف أن {بُسّتِ} معناها "فتتت" فكانت هباء أي غباراً منبثاً يعني منتشراً، منتشراً في الجو، و"إذا" الثانية بدل من الأولى، بدل من الأولى كما ذكرنا في أول الأمر، أن "إذا" سواء كانت الأولى أو الثانية، موقعها واحد إما شرطية أو ظرفية أو منصوبة بالفعل المقدر أذكر كما يقدره العلماء في جميع المواضع من التفسير، {وَكُنتُمْ} في يوم القيامة إذا وقعت الواقعة، {وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا} [(7) سورة الواقعة] أصنافاً، يعني كل صنف يسمى زوج؛ لأنه يشابهه، فيميل إليه كما يميل الزوج إلى زوجته للمشابهة، وأنت تجد إذا كان بين اثنين نوع تشابه وجدت بينهما نوع ميل، فهم أصناف وأزواج متشابهون، وكل صنف يشبه بعضه بعضاً من هذه الأصناف والأزواج الثلاثة، {وَكُنتُمْ} في القيامة {أَزْوَاجًا} أصنافاً {ثَلاثَة}، ثم جاء التبيين والتفصيل، ثم يجيء النشر بعد اللف، يعن ذكر العدد إجمالاً ثم بين، وفائدة ذكر العدد المجمل كما قرر أهل العلم أنه ينفع للتذكر، ينفع في التذكر، يعني لو قال: كنت أصنافاً أو أزواجاً ما قال ثلاثة، أو قال: اجتنبوا الموبقات، أو قال أهل العلم أركان الصلاة ثم عددوها، إذا أراد الإنسان أن يستذكر حفظه يراجع حفظه، ويستذكر المعلومات التي حفظها أركان الصلاة أربعة عشر يفترض أنه ما قال أربعة عشر، ثم حفظها فأخذ يراجعها، عدد منها أحد عشر وترك ثلاثة، قد يظن أنه أتى عليها جمعياً لكن لما يقال أركان الصلاة أربعة عشر، ثم يأتي يعدد بأصابعه فإذ عدد أحد عشر قال: باقي ثلاثة أين الثلاثة؟