{إِذا رُجّتِ الْأرْضُ رجًّا} "حركت حركة شديدة"، {وبُسّتِ الْجِبالُ بسًّا} [(5) سورة الواقعة] "فتتت"، جبال تكون مثل الرمل، أو أقل من الرمل مثل الهباء، الغبار أنت إذا فتحت النافذة ودخلت الشمس ونضرت إلى الشمس الداخلة من هذه النافذة تجد يتحرك فيها، شيء ما يمكن أن يمسك، مهما حاولت تمسك ما تمسك شيء، هباء تكون الجبال هكذا، التي جعلها الله -جل وعلا- لتثبيت الأرض وإرسائها، {إِذا رُجّتِ الْأرْضُ رجًّا} حركت حركة شديدة {وبُسّتِ الْجِبالُ بسًّا} يعني "فتتت"، فتت فكانت -يعني الجبال- هباء يعني غباراً مبنثا يعني منتشراٍ في الهواء، ينتشر بنفسه ما يحتاج إلى ريح تنشره، ينتشر بنفسه فيكون كالهباء الذي يدخل مع النوافذ وتوضحه وتبينه الشمس، والجو مملوء بمثله ونحن لا نشعر به ولا نراه إلا إذا كان في شمس في ظلام، يمكن أن يراه قوي البصر، وأما إذا كنا في شمس دون ظلام أو في ظلام دون شمس، فإننا لا نراه مهما وضعنا من الأجهزة، والجو مملوء من مثل هذا مما لا يحس به، فإذا كان لا يحس به فما جرمه وما زنته لا هذا ولا هذا لا يزن شيء، يعني تجد كفة الميزان فيها الملايين من هذا الهباء، لكن هل ترجح هذه الكفة بالهباء؟، ما ترجح؛ لذا في قوله: {إِذا رُجّتِ} يقول المؤلف: الثانية بدلاً من الأولى، بدل، بدل من الأولى، "وإذا" الأولى والثانية، مثل ما قلنا أولاً إما ظفر وإما شرط أو منصوبة بفعل مقدر تقديره اذكر يا محمد لقومك {إِذا وقعتِ الْواقِعةُ} و {إِذا رُجّتِ الْأرْضُ رجًّا}.