{فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} [(41) سورة الرحمن] الناصية: الجبهة، {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} [(41) سورة الرحمن] يعني يجمع بين ناصية الإنسان المجرم هذا وقدمه فيلوى ويعصر بعضه على بعض حتى ينكسر ظهره -نسأل الله السلامة والعافية- فيقلى في جنهم، على هذه الهيئة، {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَام * ِفَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [(41 - 42) سورة الرحمن] يقول: أي: "تضم ناصية كل منهم إلى قدميه من خلف أو قدّام ويلقى في النار" يعني فإن كان من خلف يجمع بين ناصيته وقدميه هذا لا شك أنه سوف ينكسر ظهره، وتختلف أضلاعه، وكذلك إذا كان من قدام سوف يحصل له ما يحصل -نسأل الله السلامة والعافية-، وهذا فيه زيادة نكال، وتعذيب لهذا المجرم، يلقى في النار، يسحب في النار على وجهه، بعد ذلك بعد أن يجمع بين ناصيته وقدمه ويقذف في نار تتلهب، نار فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءاً مثلاً، يعني ناركم التي توقدون منها جزء من سبعين جزء، فهل يستطيع الإنسان أن يصمد لهذه النار أو يقترب منها؟ لا يتقحم النار بس مجرد أن يقترب منها هل يستطيع أن يثبت ويصبر عليها؟ لا يستطيع، فكيف يصبر على نار فضلت على ناركم بتسعة وستين جزءاً؟ "ويقال لهم: هذه جهنم" يعني لما كان الخبر ما نفع، ينفع العيان وليس الخبر كالعيان، بعضهم لا يصدق بالخبر، وبعضهم يصدق بلسانه وفعله فعل المكذب، وهذا حال كثير من المسلمين، تجده يقرأ مثل هذه الآيات ولا تؤثر فيه، ويفعل المخالفات مع وجود مثل هذه الأمور المخوفة، المهولة التي قصها الله -جل وعلا- في كتابه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015