{وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ} [(53) سورة القمر] "من الذنب أو العمل" {مُسْتَطَرٌ} "مكتوب في اللوح المحفوظ" في كتاب {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [(49) سورة الكهف] وهنا يقول: {كُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ} "من الذنب أو العمل" {مُسْتَطَرٌ} "مكتوب في اللوح المحفوظ"، ومكتوب أيضاً في كتب الحفظة.
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ} [(54) سورة القمر] هناك {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} [(47) سورة القمر] وهنا {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} [(54) سورة القمر] القرآن مثاني إذا تحدث عن حال الكفار تحدث عن حال المؤمنين، هناك {فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} وهنا {فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ}.
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ} "بساتين" {وَنَهَرٍ} "وأريد به الجنس" وإلا فلأصل أنهار فيها أنهار، "أريد به الجنس"، وعدل عن الجمع إلى المفرد مراعاة لرؤوس الآي كما تقدم نظيره مراراً وإلا فالمراد الجنس، "وقرئ بضم النون والهاء نُهُر جمعاً كأسد وأُسُد المعنى أنهم يشربون من أنهارها الماء واللبن والعسل والخمر" {فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ} [(15) سورة محمد] إلى آخره وهذه الأنهار تجري من تحتهم، وتجري بغير أخاديد ولا تحيد ولا تميل يميناً ولا شمالاً.
أنهارها في غير أخدود جرت ... سبحان ممسكها عن الفيضان