المخيط ينقص شيئاً من البحر وإلا ما ينقص، يعني يخرج يابس وإلا رطب، نعم رطب إذاً ينقص مهما كان ولو شيء يسير جداً، ما علمي وعلمك يقول الخضر يقول لموسى: ((علمي وعلمك إلا بمقدار ما نقص هذا العصفور من البحر)) لعصفور شرب من البحر، لكن كل هذا أمثلة تقريبية للمكلف، وإلا فالحقيقة لا ينقص شيئاً وهذا لا يحتاج إلى وقت البتة ولا كلمح البصر، لكن هذه أمور باعتبار أن البصر المخلوق لا يدرك أقل منها، المخلوق لا يدرك أقل من هذه الأمور فقربت له.

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ} [(51) سورة القمر] "أشباهكم في الكفر من الأمم الماضية"، يعني كما تقدم في إهلاك قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم فرعون في هذه السورة خمس من الأمم أهلكت وكلهم أشياع لقريش، لأنهم أمثال لهم ونظراء لهم، "أشباهكم في الكفر من الأمم الماضية"، {فَهَلْ مِن مُّدَّكِر}؟ "استفهام بمعنى الآمر، أي ادكروا واتعظوا".

{وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ} [(52) سورة القمر] "أي العباد مكتوب"، {فِي الزُّبُرِ} "كتب الحفظة"، أو في اللوح المحفوظ في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ} [(52) سورة القمر] "أي العباد مكتوب"، {فِي الزُّبُرِ} "كتب الحفظة" {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [(18) سورة ق]، وأهل العلم يقررون مثل هذه المسائل فيقولون: إن الحفظة تكتب كل شيء سواء كان فيه ثواب أو عليه عقاب، أو لا ثواب فيه ولا عقاب وهو مقتضى النصوص العامة، ومنهم من يقول: إنه لا يكتب إلا ما عليه حساب ثواب أو عقاب؛ لأن ما لا حساب عليه لا ثوب فيه ولا عقاب يعني من قبيل المباح ما الداعي إلى كتابته؟ يقول لا فائدة من كتاباته، لكن النصوص العامة تثبت أن الملائكة تكتب كل شيء، ولذا يقول: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015