مُّلاَقُو رَبِّهِمْ} [(46) سورة البقرة] يكفي ظن في البعث؟ في ملاقاة الرب؟ ما يكفي، الظن ما يغني، لكن هذا الظن يقيني، فالظن ليس إطلاقه واحد في النصوص، فيطلق ويراد به أكذب الحديث، يطلق ويراد به ما لا يغني عن الحق شيئاً، يطلق ويراد به الاحتمال الراجح وهو الذي استقر عليه الاصطلاح عند أهل العلم، ويطلق ويراد به ما هو بإزاء العلم اليقيني القطعي، وإلا فهم يقسمون المعلوم يقولون: ما عنه الذكر الحكمي إما ألا يحتمل النقيض فهذا هو العلم، أو يتحمل النقيض المرجوح، يحتمل النقيض المرجوح فالراجح هو الظن، والمرجوح هو الوهم، والمساوي هو الشك، والمساوي هو الشك، هذا الاصطلاح لا شك أنه حادث، يعني من ضمن الاصطلاحات العلمية المقررة في العلوم الشرعية لكنها لا تعارض بها النصوص، ما ننزل الظن الذي هو الاحتمال الراجح على جميع ما جاءنا في النصوص؛ لأن الحقائق العرفية الاصطلاحية قد تختلف مع الحقائق الشرعية، فالعبرة بالحقائق الشرعية حينئذٍ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015