ثم قال: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى} [(27) سورة النجم] قد يقول قائل: هؤلاء لا يؤمنون بالآخرة فلماذا يزعمون أن أصنامهم تشفع لهم؟ ما دام ما في آخرة ما الداعي لهذه الشفاعة؟ كيف يقولون: {إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [(3) سورة الزمر] يزعمون أنها تشفع لهم وهم لا يؤمنون بالآخرة، ما له داعي يطلبون شفعاء عند الله وما في آخرة، ما في بعث بعد الموت، هذا إشكال وإلا ليس بإشكال؟ إشكال وارد، لكنهم عندهم على سبيل التنزل، يعني على .. ، في معتقدهم أنه ما في بعث ولا في نشور ولا آخرة ولا جنة ولا نار، لكن على سبيل التنزل افترض يا محمد إن كلامك صحيح، نعم، هؤلاء بيشفعون لنا، يعني لن يتركونا، وهذا على سبيل التنزل، وإلا فالإشكال وارد ما دام لا يؤمنون بآخرة ما يحتاجون إلى شفعاء، يعني على سبيل التنزل، أو على أنهم يعترفون ببعث لا يوافق ما جاء في النصوص، يعني لا يؤمنون بالآخرة الإيمان لذي ينجيهم أو ينفعهم يؤمنون بها على وجه لا ينفهم كما قال بعض المفسرين، والمنفي هنا {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} [(27) سورة النجم] إيمان ينفع الذي هو ركن من أركان الإيمان، {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى} [(27) سورة النجم] "حيث قالوا: هم بنات الله".

{وَمَا لَهُم بِهِ} [(28) سورة النجم] بهذا المقول {مِنْ عِلْمٍ} [(28) سورة النجم]، وما لهم به: أي بهذا المقول أنهم بنات الله من علم، (ما) نافية ولهم به يعني: بهذا المقول أن الملائكة بنات الله من علم، و (من) زائدة لتأكيد النفي، (إن) هذه نافية أيضاً معناها (ما) {يَتَّبِعُونَ} [(28) سورة النجم] "فيه" في هذا الكلام، وتسمية الملائكة تسمية الأنثى وغيره، يتبعون فيه {إِلَّا الظَّنَّ} [(28) سورة النجم] الظن: "الذي تخيلوه"، {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [(28) سورة النجم] من الحق يعني: العلم، اليقين، الظن لا يغني من الحق شيئاً يعني: "عن العلم فيما المطلوب فيه العلم".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015