المسابقة ظاهر من لفظها أنها تقتضي المفاعلة بين أثنين فأكثر، يعني أسبقوا غيركم، والمسارعة تطلب الإسراع في الامتثال والمبادرة فيه وإن لم يكن هناك مشارك، كما قال موسى -عليه السلام- {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [(84) سورة طه]، المقصود أن المسابقة تقتضي أكثر من طرف هذه هي المسابقة، والمسارعة تقتضي الإسراع؛ لأن المفاعلة أصلها بين طرفين، وقد تأتي من طرف واحد كما في المسافرة والمطارقة.
يقول: ما الحد المعتبر في أدى الأمانة في تدريس المناهج المقررة في المدارس، هل هو إنهاء المنهج المقرر، أم لا بد من استغلال كل وقت حصة دراسية بالدرس وشرحه، وهل إذا جعل بعض وقت الحصة بعد إنهاء الدرس اليومي لدعوتهم إلى الله-عز وجل- وتعليمهم أمور دينهم، ينافي أداء الأمانة على الوجه المطلوب؟
هذا من أعظم الأمانة؛ لأن الهدف من إيجاد هذه المدارس لا يتحقق إلا باستقامتهم على دين الله، وعلى أمره، المدارس إنما أسست على ذلك هذا الأصل في تأسيسها، فعلى المدرس أن يستغل الوقت الذي اتفق معه عليه ولا يضيع منه إلا ما يضيع غالباً من الأمور التي لا يمكن ضبطها؛ لأن لا يتصور أن المدرس منذ أن يدخل مع باب الفصل إلى أن ينتهي وهو يتكلم ويشرح لا، إنما ينظر في حال الطلاب قد تكون كثرة الشرح بالنسبة لهم تضيعهم؛ لأنهم لا يدركون مع الكثرة يضيع بعض الكلام بعضاً، وهو يقتصر على المنهج المقرر بحيث يشرحه ويوضحه للطلاب، ثم يسألهم عما يشكل عليهم في المقرر، ثم بعد ذلك يوجههم وكثير منهم بحاجة إلى هذا التوجيه، فإذا لاحظ على أحد ما يمكن التنبيه عليه، ينبه عليه على سبيل العموم، يقول: إن بعض الطلاب هداه الله يفعل كذا، أو يتصرف كذا، وهذا لا شك أنه مطلوب، وإلا من الصعب في المنهج، لكن الإشكال فيمن يتشاغل عن الدرس يتأخر في الدخول، ويبادر في الخروج، وفي أثناء الدرس تجده يتشاغل بأمور، تجده الجوال يكلم، أو معه آلة وشاشة يبيع ويشتري هذا حصل في الأيام الأخيرة، يضيعون الدرس هذه أمانة لا يجوز التفريط فيهم، -نسأل الله العافية-.