{فَوَيْلٌ} [(11) سورة الطور] الفاء هذه ما المقتضي لها؟ {فَوَيْلٌ} الفاء هذه يسمونها، ماذا تسمى الواقعة في جواب شرط مقدر؟ الفصيحة "الفاء الفصيحة" واقعة في جواب شرط مقدر، إذا كان الأمر كذلك {فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [(11) سورة الطور] {فَوَيْلٌ} يقول: "شدة عذاب"، ولا شك أن ويل كلمة عذاب، وجاء تفسيرها بأنها وادٍ في جنهم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من حره، ويل وادٍ في جنهم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من حرة، يقولون: وفيه قيح وصديد المعذبين نسأل الله السلامة والعافية.
{فَوَيْلٌ} "شدة عذاب" {يَوْمَئِذٍ} يومئذ يعني -يوم القيامة-، {يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} "للرسل" ويل لهم، ثم ويل لهم، -نسأل الله العافية- وجاء من وصفهم أنهم مكذبون للرسل.
{الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ} [(12) سورة الطور] {الَّذِينَ هُمْ} يعني من وصفهم أيضاً الذين هم خوض، يعني في "باطل" يخوضون، يخوضون في الباطل ويتداولونه بينهم، ويرفعون شأنه، ويسعون جاهدين لإبطال الحق ورفع الباطل، {فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ} "أي يتشاغلون بكفرهم" بباطلهم، عن الإيمان وعن الحق.
ويل لهم {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [(13) سورة الطور] {يَوْمَ يُدَعُّونَ} يعني في ذلك اليوم -يوم القيامة، يعني "يدفعون بعنف، يدفعون بعنف، ويوم بدل من قوله: {يَوْمَ تَمُورُ} " كل هذا في القيامة، {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ} يدفعون إليها بعنف لماذا؟ لأنهم لا يريدونها، ويحاولون جاهدين أن يمتنعوا، ثم يدفعون بعنف وقوة وشدة ولا رحمة حينئذ!، والدفع بعنف.
يقول: "بدل من {يَوْمَ تَمُورُ}، {يَوْمَ تَمُورُ} هو يوم يدعون هو نفسه اليوم واحد وهو يوم القيامة، في قوله -جل وعلا- {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} [(1 - 2) سورة الماعون] يدعه يعني -يدفعه-، وهذا ليس في قلبه أدنى رحمة، وحينئذ هؤلاء الذين يكذبون ويخوضون ويلعبون هؤلاء يدعون من دون أي رحمة يعني -يدفعون بعنف-.