{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} [(59) سورة الذاريات] يعني أنفسهم بالكفر من أهل مكة وغيرهم" " {ذَنُوبًا} [(59) سورة الذاريات] نصيباً من العذاب، مثل ذنوب مثل نصيب أصحابهم الهالكين قبلهم" من الأمم السابقة الذين قص الله علينا أخبارهم {فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ} [(59) سورة الذاريات] لأنهم استعجلوا العذاب، لا يستعجلون ينتظرون نصيبهم من العذاب، الذي حل بغيرهم لا بد أن يحل بهم، فلا يستعجلون بالعذاب إن أخرتهم إلى يوم القيامة فالعذاب بالنار إن أخذهم فأخذه أليم شديد، أخذ عزيز مقتدر ((إن الله -جل وعلا- ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته)) {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} [(42) سورة إبراهيم] يعني هذا آخر حد لهم، وإلا قد يؤخذون، وقد يأخذهم بالعذاب قبل ذلك.
{فَوَيْلٌ} [(60) سورة الذاريات] شدة عذاب، يقولون: وادٍ في جنهم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت، لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت، واد في جهنم، أو كلمة عذاب {لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ} [(60) سورة الذاريات] يومهم ظرف، والأصل أن الذي يقدر للظرف (في) الظرف المحتوى هل يكون غاية ابتداء غاية مثلاً؟ هل يكون تبعيض؟ هل يكون بيان؟ لأن (من) تأتي لابتداء الغاية، تأتي للتبعيض، تأتي للبيان، لكنها ظرف، من يومهم يعني هل نقول: من يومهم إلى يوم القيامة لتكون ابتداء غاية؟ أو في يومهم الذي يوعدون فتكون ظرفاً، اليوم هذا ظرف لهذا الوعيد، فالمناسب للظرف (في) وقالوا: إن (من) بمعنى (في) لأنه هو المناسب للظرف والحروف تتقارض، إلا إذا قدرنا فعل يتعدى بالحرف المذكور، وشيخ الإسلام يرى أن تضمين الفعل أولى من تضمين الحرف {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا} [(60) سورة الذاريات] فليخافوا من يومهم، إذا قدرنا فعل يتعدى بالحرف المذكور الذي هو (من) أولى من تضمين الحرف، وضمنا (من) معنى (في) عند شيخ الإسلام، وإن كان بعضهم يقول: لا، تضمين الحرف أسهل من تضمين الفعل.
{مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} [(60) سورة الذاريات] يعني يوم القيامة، يعني يوم القيامة، والذي فيه الجزاء، وفيه الحساب، وفيه العذاب والنكال، نسأل الله السلامة والعافية، وفيه يجاء بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام، نسأل الله السلامة والنجاة.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.