يعرب مع التنوين، لكنه هنا قبل وبعد والجهات الست إذا حذف المضاف ونوي معناه فإنه يبنى على الضم، مثل: أما بعد.
أي قبل إهلاك هؤلاء المذكورين {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [(46) سورة الذاريات] العلة الفسق، والفسق كما يطلق على ارتكاب المحرمات التي لا تخرج من الدين يطلق أيضاً على الكفر، يطلق أيضاً على الكفر {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا} [(18) سورة السجدة] يعني هو مقابل بالإيمان، فالفاسق هو الكافر، {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [(46) سورة الذاريات].
" {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [(47) سورة الذاريات] بقوة" بأيد: بقوة، معروف أن المفسر عنده شيء من التأويل، فهل نقول: إنه أول اليد بالقوة أو نقول: إن التفسير هنا صحيح، نعم التفسير صحيح الأيدي هنا القوة، وهو تفسير مأثور عن السلف، وهذه الآية ليست من آيات الصفات وإلا فاليد ثابتة لله -جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته، على منهج أهل السنة والجماعة لا على طريقة المخالفين من تأويلها بالنعمة أو بالقوة وما أشبه ذلك، اليد ثابتة، لكن هنا هذه الآية ليست من آيات الصفات، وجاء تفسيرها عن جمع من السلف بالقوة، فلا يستدرك عليه هنا، بأيدٍ بقوة.
" {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [(47) سورة الذاريات] قادرون" موسعون قادرون، يعني الموسع في مقابل المقتر، والموسع قادر على تحقيق ما يريد بخلاف المقتر، لكن هنا حينما ارتبطت بالسماء عرفنا أن السعة هذه يراد بها السماء، يعني لموسعون بناءها، بناء هذه السماء، وإذا كانت الأرض التي لا يمكن تقديرها مع أن الوسائل البشرية تطورت، وجابت أقطار الأرض، لكن يبقى أن هناك ما لم يطلع عليه البشر من هذه الأرض إذا كانت نسبتها إلى السماء كحلقة ألقيت في فلاة، أو كدراهم سبعة، السماوات السبع كدراهم سبعة بالنسبة إلى العرش، والأرض بالنسبة للسماء كحلقة ألقيت في فلاة، فما سعت هذه السماء؟! وإذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فأمور من هذه العظمة، عظمة الله -جل وعلا- لا تدركها الأفهام، ولا تبلغها الأوهام مهما تخيلت، مهما تخيلت ما يصل، خيالك لن يصل.