يقول: {وَتَرَكْنَا فِيهَا} [(37) سورة الذاريات] بعد إهلاك الكافرين {آيَةً} أي علامة على إهلاكهم لمن؟ {لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [(37) سورة الذاريات] فلا يفعلون مثل فعلهم، فلا يفعلون مثل فعلهم، فعلى الإنسان أن يعترف ويعتبر ويدكر ويزدجر وينظر في مثل هذه الآيات؛ لأنه ليس المراد بهذا قوم لوط، وليس المراد بعاد ولا ثمود ولا الأمم المعذبة كلها، ولا المقصود فرعون في هذه القصص، ليس المقصود فيها فرعون، وليس المقصود قوم لوط، كما قال عمر -رضي الله عنه-: "مضى القوم، انتهوا، "مضى القوم ولم يرد به سوانا، من أجل إيش؟ {لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [(37) سورة الذاريات] ننظر في الأسباب التي من أجلها عذبوا فنجتنب هذه الأسباب، إذا كنا نخاف مثل هذا العذاب الأليم لا بد أن نعتبر، يعني ننظر في أحوال الأمم الماضية لماذا عذبوا؟ عذبوا من أجل كذا، إذاً ليش؟ لماذا ذكرت قصصهم في القرآن؟ {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ} [(111) سورة يوسف] {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى} [(111) سورة يوسف] يعني ما أنزلت هذه القصص من أجل أن يتحدث بها في المجالس، مثل قصص ألف ليلة وليلة وعنترة بن شداد أو فلان وعلان، لا، هذا {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ} [(111) سورة يوسف] لا بد من اعتبار، لا بد من الادكار، يعني الآن نعيش أشياء، ونعيش مخالفات، ونعيش أمور، اشتهرت بين المسلمين من غير نكير، ألا نعتبر، ألا ندكر، يعني لو قرأنا في أسباب سقوط الأندلس مثلاً، في الجزء السادس من نفح الطيب، وطبقناها على واقع المسلمين في كثير من البلدان، السنن الإلهية لا تتغير ولا تتبدل، السنن الإلهية ليس لها تبديل ولا تغيير، وجدت الأسباب التي عذب بها أي قوم يعذب بها غيرهم، يعني لا يوجد أناس بينهم وبين الله -جل وعلا- صلة غير أن يحققوا ما خلقوا من أجله كما سيأتي {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [(56) سورة الذاريات] {وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [(38) سورة محمد] فلا بد من النظر في أسباب هلاك الأمم، لماذا أهلكوا؟ فنجتنب هذه