الإسلام والإيمان شيء واحد إذا افترقا، يعني إذا ذكر الإسلام يدخل فيه الإيمان، إذا ذكر الإيمان دخل فيه الإسلام، لكن إذا اجتمعا في نص واحد فالإسلام يحمل على الأعمال الظاهرة، والإيمان يحمل على الأعمال الباطنة أعمال القلب.
وهنا اجتمعا وإلا افترقا؟ اجتمعا، فهل نقول: إن الإيمان هنا في الآية الأولى شيء والإسلام شيء آخر؟ أو نقول: هما شيئان واجتمع هذان الشيئان في هذا البيت الإيمان والإسلام؟ اجتمعا في هذا البيت؟
قال: {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ} [(36) سورة الذاريات] وهم لوط وابنتاه وصفا بالإيمان والإسلام، أي هم مصدقون بقلوبهم وهذا هو الإيمان عاملون بجوارحهم الطاعات، والتصديق لا يكون مساوٍ للإيمان من كل وجهة، يعني ليس الإيمان هو التصديق من كل وجه، نعم حقيقة الإيمان اللغوية هي التصديق لكن حقيقته الشرعية زيد فيها، زيد فيها كما قرر ذلك شيخ الإسلام في كتابه الإيمان، وهكذا كل الحقائق اللغوية تقر في الشرع لكنها يزاد عليها قيود وضوابط {وَتَرَكْنَا فِيهَا} [(37) سورة الذاريات] أي بعد إهلاك الكافرين، تركنا في هذه القرى بعد إهلاك الكافرين قوم لوط، الكفار المرتكبون للفاحشة المصرون عليها {آيَةً} [(37) سورة الذاريات] علامة على إهلاكهم، علامة على إهلاكهم من وجود الأنقاض ووجود آثار هذا التعذيب فيه علامة معتبر مدكر لمن يمر بها، آية لكن لمن؟ كثير من الناس يمر على المواطن، مواطن العذاب لكنها لا تحرك فيه ساكناً، بل بعض الناس يذهبوا إليها من أجل النزهة، وقد جاء النهي عن دخول هذه الأماكن إلا باكين أو متباكين، إنما تدخل للاعتبار والادكار، وبعض الناس يتخذها أماكن للنزهة.