لما شافوه لحم بقر تركوه، هذه سرعة بديهة لكنها مخالفة للنص، هؤلاء ملائكة ما يأكلون، ملائكة، فهذا أراد أن يستدل به على تفضيل لحم البقر، والثاني أراد أن يستدل بالواقعة على أن لحم البقر مفضول وليس بفاضل، وهذه المفاضلة ليست من أهل علم، ولا وجدت في نص، يعني كلام عوام، لكنها تدل على أن في العامة من لديه نباهة وسرعة بديهة، ولا تدخل في مدلول الآية لا من قريب ولا من بعيد، لكنها بالمناسبة يعني تذكر "عرض عليهم الأكل فلم يجيبوا" {فَأَوْجَسَ} [(28) سورة الذاريات] أضمر في نفسه منهم خيفة {قَالُوا لَا تَخَفْ} [(28) سورة الذاريات] أمنوه وطمأنوه "لا تخف إنا رسل ربك" إنا رسل ربك، يعني من الملائكة {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [(75) سورة الحج] "إنا رسل ربك {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [(28) سورة الذاريات] بغلام عليم "ذي علم كثير، وهو إسحاق كما ذكر في سورة هود" يعني من وراء إسحاق يعقوب ومن وراء إسحاق يعقوب، هنا يقول في سورة هود: {وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} [(71 سورة هود] البشارة بإسحاق لأنه لما يقول هنا: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [(28) سورة الذاريات] ويقول المفسر: إسحاق، الذي لا يربط الآيات بعضها ببعض يقول: كيف يمال إلى أن المبشر به إسحاق ثم يذهب ذهنه إلى الذبيح وأنه إسماعيل، وأن هناك قول متلقى من أهل الكتاب وأن الذبيح إسحاق، لا، هذا نص، بشروه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، هذه البشارة غير مسألة قصة الذبيح.