{فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ} [(27) سورة الذاريات] (ألا) عرض، يعني في بداية الأمر قربه إليهم، ما قال وضعه في مجلس ثاني يسمونه المجلط، وقال: تفضلوا على شان ما يكلفهم، وهم في أماكنهم قربه إليهم، هذا أيضاً نوع من إكرام الضيف، لم يكلفهم القيام إليه إنما قربه إليهم، (ألا) هذا عرض، هذا عرض، ما قال: كلوا، أمر؛ لأن العرض لا سيما في مبدأ الأمر أفضل من الأمر الصريح، ثم بعد ذلك إذا ترددوا أمر، وقد يضطر إذا رأى أن عدم الأكل من باب الخجل ومن باب الاستحياء منه يصر على أن يأكلوا، لكن هنا قربه إليهم {قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ} [(27) سورة الذاريات] "عرض عليهم الأكل فلم يجيبوا" {فَأَوْجَسَ} [(28) سورة الذاريات] أضمر في نفسه منهم خيفة، أنكرهم في الأول؛ لأنه لا يعرفهم، في الأخير لما لم يأكلوا أوجس منهم خيفة؛ لأن العادة جرت أن الذي لا يأكل من الطعام الذي يقدم هذا قد بيت شيء، والعرب ما زالوا إلى يومنا هذا يدركون مثل هذا الأمر، وأنه إذا جاء وأكل خلاص انتهى، يعني ما في شر المسألة، وأنه إذا مالح انتهى الإشكال، يعني إذا أكل من عندهم، أما إذا لم يأكل فالمسألة فيها شيء، فإما أن يكون قد بيت شراً، أو بيت طلباً ملحاً أنه ما يأكل حتى يحقق له هذا الطلب، ولذا أوجس: أي أضمر في نفسه خيفة، قالوا: لا تخف إنا رسل ربك، الملائكة لا يأكلون، لكن في محاورات بعض العامة شخص قدم لضيوفه من لحم البقر بعض المجتمعات ما تأكل لحم البقر، ما يأكلون لحم البقر يرونه يعني لحم مفضول، أو بعضهم يستنكف من أكله، وهذا موجود يعني ما يأكل لحم البقر، بعض العامة ما يأكل لحم البقر، فلما قيل له: ما لقيت إلا لحم البقر تقدمه لضيوفك؟ ما هو معروف عندكم في البلد أن من الناس من لا يأكل لحم البقر؟! معروف بكثرة يعني، المقصود أنه قال له: ما وجدت تقدم لضيوفك إلا لحم البقر؟ قال رد عليهم فقال: لو يوجد أفضل من لحم البقر لقدمه إبراهيم -عليه السلام- لضيوفه، وهم أكر الضيوف ملائكة، فقال الآخرة هذا محاورة لا تستند إلى دليل لكنها تدل على شيء من النباهة، وإن كانت خلاف ما يدل عليه النص، قال الثاني المحاور: أثبت أنهم أكلوا ونقول: أفضل شيء،