مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} [(23) سورة الذاريات] يعني هل يماري أحد في أن فلاناً من الناس الذي تكلم من دون مانع، تكلم أمامه هل يماري أحد في أنه ينطق؟ يعني لو افترضنا شخص عنده درس ويتكلم، لو قال واحد لجاره: أتظن الشيخ أخرص ما يتكلم؟ كيف؟ بماذا نصفه؟ بأي شيء؟ نقول: مجنون، أنت ما تسمع؟ {مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} [(23) سورة الذاريات] يعني هذا لا يماري فيه أحد، وهذا في الأصل أن الإنسان ناطق لكن قد يوجد أخرص لكن هذا ما يخرم القاعدة، الأصل في الإنسان أنه ناطق، لكن إذا وجد عارض وجد مانع في نوادر من الناس وفي قلة، هؤلاء لا يلتفت إليهم {مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} [(23) سورة الذاريات] يقول: "برفع مثل صفة" صفة لحق، لحقٌ مثلُ ما أنكم تنطقون، يقول: "برفع مثل صفة، وما مزيدة" وما مزيدة، يعني لو رفعت ما تأثر الكلام، وأما زيادتها فلفائدة عظيمة وهي دعامة للكلام تقوي الكلام، لا يقال: إن في القرآن ما يجوز حذفه، فالقرآن مصون من الزيادة والنقصان، كثيراً ما يعبر أهل العلم عن مثل هذا بقولهم: (ما) صلة، صلة يعني من باب التأدب؛ لأن القرآن محفوظ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [(9) سورة الحجر] مصون من الزيادة والنقصان، لو قيل بزيادة حرف أو نقص حرف كفر نسأل الله السلامة والعافية؛ لأن الأمة أجمعت على أن هذا القرآن المحفوظ بين الدفتين هذا لا يقبل الزيادة ولا النقصان، وتكفل الله -جل وعلا- بحفظه، بخلاف الكتب السابقة التي استحفظ أهلها عليها، فلم يحفظوها، غيرها وبدلوا وحرفوا وزادوا ونقصوا قدموا وأخروا، لكن كتابنا محفوظ، وكثير من طلاب العلم يستشكل أن يقال في كتب التفسير (ما) زائدة، ويتأدب بعضهم فيقول: (ما) صلة، يعني تشبيهاً لها بصلة الموصول التي لا محل لها من الإعراب.