{فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ} [(23) سورة الذاريات] يقسم الرب -جل وعلا- بنفسه، وهو رب السماء والأرض، لا رب غيره، ولا إله سواه، وأقسم بنفسه في مواضع، وأقسم بغيره كما تقدم بالذاريات وما عطف عليها، وأمر نبيه أن يقسم به، أمر نبيه أن يقسم به على البعث في ثلاثة مواضع: في يونس: {وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي} [(53) سورة يونس] وفي سبأ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي} [(3) سورة سبأ] وفي التغابن: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي} [(7) سورة التغابن] ثلاثة مواضع أمر الله نبيه أن يقسم، والقسم معروف شأنه وحكمه، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كثيراً ما يقسم على الأمور المهمة ويحلف من غير استحلاف، مما يدل على جوازه في الأمور المهمة، أما في غيرها فجاء النهي عنه {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ} [(224) سورة البقرة] لا تجعل القسم على يمينك في الأشياء التافهة التي لا قيمة لها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015