فإذا قلنا: إن السماوات مبنية على عمد لكنها لا ترى، هذا أيضاً فيه بيان لعظمة الله -جل وعلا- مما يذهل ويدهش العقول، قالوا: {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [(2) سورة الرعد] وهو صادق ألا عمد لها أصلاً، فلا مفهوم للجملة، وقيل: لها مفهوم وأنها بنيت على عمد لكنها لا ترى، والذي اعتمده المؤلف: "فوقهم كيف بنيناها بلا عمد".

{وَزَيَّنَّاهَا} [(6) سورة ق] زيناها بالكواكب والنجوم، فالنجوم لها حكم، من حكمها أنها زينة للسماء {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [(5) سورة الملك] وزيناها بالكواكب {وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} [(6) سورة ق] الفروج: هي الشقوق والفتوق، لا شك أن الفروج والشقوق تعيبها، لكنها لا يوجد فيها هذا العيب.

{وَالْأَرْضَ} [(7) سورة ق] "معطوف على موضع (إلى السماء) " {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء} [(6) سورة ق] ولم ينظروا إلى الأرض كيف مددناها إذا عطفنا على اللفظ، وإذا عطفنا على المعنى نصبنا، ولذا قال: {وَالْأَرْضَ} [(7) سورة ق] "معطوف على موضع (إلى السماء) " {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء} [(6) سورة ق] السماء لفظها مجرور، مجرور بإيش؟ بـ (إلى) بالحرف، والأرض: منصوب، منصوب على إيش؟ على موضع السماء؛ لأن الأمر بالنظر إلى السماء، والأصل أن الفعل يتعدى بنفسه، أفلم ينظروا السماء فعدي بالحرف، وما عطف عليه يجوز فيه الجر والنصب، الجر على اللفظ، والنصب على المعنى، الجر على اللفظ والنصب على المعنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015