المسألة الثالثة في تفسير الرازي في أوله قال: "اعلم أنه مرّ على لساني في بعض الأوقات أن هذه السورة الكريمة يمكن أن يستنبط من فوائدها ونفائسها عشرة آلاف مسألة، فاستبعد هذا بعض الحساد، وقوم من أهل الجهل والغي والعناد، وحملوا ذلك على ما ألفوه من أنفسهم من التعلقات الفارغة من المعاني، والكلمات الخالية عن تحقيق المعاقد والمباني، فلما شرعت في تصنيف هذا الكتاب قدمت هذه المقدمة لتصير كالتنبيه على أن ما ذكرناه أمر ممكن الحصول، قريب الوصول" ثم شرع في تفسير الفاتحة في مجلد، ما حددت يعني بالضبط واحد اثنين ثلاثة، لا، لكن يمكن أن تستنبط، إذا أتينا إلى: بسم الله الرحمن الرحيم على اعتبار أنها آية، وأخذنا الباء، وذكرنا معاني الباء كلها، وكيف ترسم الباء، ولماذا حذفت الألف بعدها؟ الباء هذه تحتاج إلى مسائل كثيرة، ثم عاد السين، ومن أي حروف هل هي .. ؟ ثم تناول السين من الناحية الهجائية، ومن ناحية التجويد، ومن ناحية الأصوات وغيرها .. الخ، تجد ألوف مؤلفة من المسائل، فضلاً عما اشتملت عليه السورة بكاملها من المقاصد الشرعية.
طالب: يا شيخ، هذا ما ينطبق عليه كلمة ابن حجر: "هذا تعب ليس وراءه أرب"؟
أنت إذا مسكت الباء وذكرت معانيها في اللغة هذا تعب؟ يعني الباء حينما ترد في البسملة، وحينما ترد في غيرها، معاني الباء، يعني مغني اللبيب كله تعب ليس وراءه أرب؟
طالب: لا، ما قصدت هذا ...
هذا من أفضل ما كتب في علم العربية؛ لأنه يذكر معاني الحروف.
طالب:. . . . . . . . .
لا، لا، إيش تعب، لا، لا، هذه كلها فوائد، كلام بعض الصوفية في كون الفاتحة سر القرآن، وسر الفاتحة البسملة .. الخ، هذا تقدم.