Q ما رأيك فيمن سب الدكتور محمد السيد طنطاوي؟
صلى الله عليه وسلم ليس من شيم طالب العلم السب، وليس المؤمن بالسباب ولا باللعّان، فاتق الله، المؤمن لا يعرف السب، عليك أن تقول: حاد عن الصواب في كذا، وخالف الحق في كذا، ورأيه مرجوح في كذا، هذا هو الأدب، قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة:83] ولم يقل: وقولوا للمؤمنين، فالمؤمن لا يسب هذا وهذا، ولا يتطاول على هذا.
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يسب أحداً من المشركين إلا إذا كان للقصاص ولبيان العور، فهل رأيتموه سب دون هذا؟ فإن كان الرأي خطأً نقول: خالف الإجماع في كذا وقال برأي مرجوح، ورأيه لا دليل عليه، ونسأل الله للجميع الهداية، هذا هو الحب، هذا هو الإسلام، أما السب فهو صنعة المفلسين.
ويجوز أن تتكلم في المبتدعة لبيان بدعهم وعورهم، دون أن نتعرض لأسمائهم، تقول: الحق كذا والباطل كذا، ما بال أقوام يفعلون كذا، هذا هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعض الناس يوهم نفسه أن هؤلاء من المبتدعة، أي: من الناس من يقول: الشيخ أبو إسحاق مبتدع، فهذا الكلام مصيبة كبيرة، هل أهل السنة مبتدعة؟! يا عبد الله! هل راجعت الشيخ فيما قال؟ هل قلت له: أنت قلت كذا فماذا تقصد، أم أنك تأخذ ظاهر اللفظ وتبني عليه أحكاماً؟ إن كنت تحب الشيخ فراجعه في قوله وإن كان أخطأ، والعالم إن لم يصحح خطأه عند الملأ فلا يجوز له أن يجلس بين الناس؛ لأنه لا بد أن يصحح خطأه إن أخطأ، وهو أولى الناس بالتصحيح، فالأولى إذا رأيت خطأً أن تتصل به وتقول له: أخطأت في كذا والصواب كذا، ثم يأتي هو ويقول لمن يحضر دروسه: أنا أخطأت في كذا والصواب كذا، بدلاً من أن تقوم أنت على المنبر وتقول: أخطأ في كذا وتقيم الدنيا وتشهّر به، فيا عبد الله! هذا هو دأب السلف على الإطلاق، ونحن مع بيان عور المبتدعة لا شك في هذا.
كذلك الشيخ عمرو خالد وقع في مخالفات لا حصر لها، وعلى ذلك نحن نبيّن فقط ولا نذكر اسمه، لكن عندما نقول: عمرو خالد أخطأ في كذا وكذا فإنهم سيقولون: عندكم غيرة منه؛ لأنه مشهور، كذلك من يقول: أنا أجل عادل إمام وأحترمه!! فإن هذا الكلام لا يقبل، فعندما نبيّن أنه خلل لا بأس مطلقاً.