Q هل تجوز الصلاة على المتصوف المتشدد في تصوفه وتشييع جنازته؟
صلى الله عليه وسلم التصوف وباء على هذه الأمة، وهو صنو التشيع، وهو صناعة يهودية، أتى به عبد الله بن سبأ، وأرباب التصوف يرددون ما لا يعرفون كـ ابن عربي والحلاج والبسطامي والتلمساني الفاجر، ولهم ألفاظ كفرية، وهذا التصوف الفلسفي كفر وردة، وكثير من المتصوفة يردد عبارة: (العلم اللدني) و (العلم الباطن)؛ لدرجة أن هناك طبيباً وينتمي إلى الطريقة الدندراوية رحل إلى الصعيد وقال لزملائه: أحرقوا البخاري، لأن البخاري أورد حديثاً أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر، وهل يصدق أحد أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر؟ ومن البخاري أو مسلم أو ابن كثير أو غيرهم؟ فلا حاجة لنا إلى العلماء، فعندنا العلم اللدني، فهو مصدر العلم.
ويقولون: إنما يؤخذ العلم من شيخ يتلقى العلم اللدني الذي هو علم الباطن، ويقولون: بأن الخضر عليه السلام يجلس معهم، ويعلمهم الأوراد والأذكار، حتى أن بعض الطرق ولعلها الطريقة البرهانية في السودان لها فيه ألفاظ سريانية، مثل (كدٍ كدٍ كدرد هيهات، نووا نووا عما نووا نو نو)، ويقولون: لا تعترض على هذا، فهذا الشيخ جاء به من شيخه وهذا مصيبة كبيرة للغاية.
وفي موالدهم تجد المرأة بجوار الرجل، ويقول: أختي في الله! ويبيت معها بدون محرم.
وأنا أعرف أحد هؤلاء أغلق على نفسه الحجرة ولا يخرج إلى جمعة ولا إلى جماعة، وإلى الآن لا زال في حجرته.
فهؤلاء وباء على الأمة الإسلامية.
ويوم أن دخلت فرنسا إلى الجزائر قام شيخ الطريقة التيجانية وقال: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً} [الأحزاب:38].
وقال: رأيت جنرال فرنسا يدخل البلاد، فسلموا له.
فبسبب أنه رأى في المنام أن البلاد احتلت لم يجوز الجهاد.
ولذلك تجد النفخ في هذه الطرق؛ لأنها تنزع من الإسلام روح الجهاد، فالجهاد عندهم مسبحة، وسبح ألف مرة فتكون من المجاهدين.
ومن العجب العجاب أن كل شيخ له ورد، ولا يوجد عنهم أي ورد للنبي صلى الله عليه وسلم؟ وعندهم أنه لا يجوز للمريد أن يعترض على شيخه، وإذا دخلت إلى شيخك فاخلع عقلك عند الباب كما تخلع الحذاء، وكن بين يدي شيخك كالميت بين يدي المغسل، ولا تتكلم بشيء وإلا انطردت من الحضرة، ويقولون: لا تعترض فتنطرد، فعقول مريديهم في النعال، وهذا ما يريدونه، وهي مصيبة كبيرة.
ولذلك تفتح لهم الإذاعات المقروءة والمسموعة والمرئية والاحتفالات؛ لأن الجهاد عندهم تمتمة بالأذكار فقط، فضلاً عن العلم الباطن والعلم اللدني، وابن عربي يقول في فصوص الحكم: والولي عندنا في منزلة أعلى من النبي، ثم يقول: مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي وفويق الرسول يعني: النبي أعلى من الرسول، ودون الولي يعني: النبي في درجة أدنى من الولي، ودليله على ذلك: أن موسى نبي، والخضر ولي، والنبي قد تعلم من الولي، والولاية تخضع لنظرية الحقيقة المحمدية، وهي أن الله قبض قبضة من نور ذاته، ثم أودعها الملائكة، ثم انتقلت إلى الأنبياء، فكلما حلت في رجل صار نبياً، وبعد أن انتهت النبوة انتقلت من ظهر الأنبياء إلى ظهر الأولياء، فلا تحل إلا في ولي، إلى غير ذلك من الأمور العجيبة.
حتى أن بعضهم أسقط الفرائض عن نفسه، {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99]، واليقين عندهم يعني: بلوغ كشف الحُجُب.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم في مرض موته يصلي، وهم يقولون: رفعت عنا الصلاة؛ لأننا بلغنا منزلة اليقين.
وللأسف الشديد عندنا الآن أكثر من ثلاثة آلاف طريقة، وكل طريقة لها شيخ ورمز وعلم ولهم أتباع.
حتى أن بعض هؤلاء قال لي: إن زوجتي تعرفت على أحد هؤلاء وقال لها: عندي لك رسالة من حضرة النبي بأنك ولية من أولياء الله، فأعطته ذهبها، وذهبت معه يختلي بها دون زوجها وهو لا يحل لها، وكل ليلة يقول لها: سيدنا النبي جاء ويسلم عليك.
ورجل تقاعد من القوات المسلحة وأعطي ستين ألف جنيه، ثم انتمى إلى إحدى هذه الطرق، فكانوا كل ليلة يأتون عنده ليسكروا وينتعشوا ويقيمون الحضرة، ثم بعد ذلك يأكلون ما لذ وطاب، ومع آخر جنيه من الستين ألفاً قال لهم: اخرجوا خربتم بيتي.
وهم ليس عندهم علم، ولا يعرفون تحقيق الأحاديث، ولا أحكام القرآن، ولا التخريج من مظان الكتب، ولا البحث العلمي، ويقولون في طلبة العلم أو في أهل السنة: أنتم لكم علم الورق ونحن لنا علم الخرق.
وقيل لرجل من كبار هؤلاء: ألا ترحل لتسمع الحديث من صاحب المصنف عبد الرزاق في أرض اليمن؟ قال: وما يصنع بالسماع من عبد الرزاق من يتلقى من الخلاق؟ وهذا هو طريق التخبط بعينه، فإياك إياك! وعليك بالكتاب والسنة! عض عليهما بالنواجذ، وعليك بمنهج السلف الصالح، وإياك وفرق الضلال! وإياك والحزبية! وإياك أن تنتمي لجماعة؛