رواه الترمذي في سننه، كتاب المناقب عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، باب ما جاء في صفة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حديث رقم (3645) وقال أبو عيسى: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه صحيح).
وضغفه الألباني في مختصر الشمائل حديث رقم (193)، ضعيف الجامع الصغير (4474)، وضعفه الأرناؤوط في تحقيقه للمسند حديث رقم (20955).] (*)
قوله: (ولنترك هند بن أبي هالة يصف لنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ قال هند فيما قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه - لا بأطراف فمه - ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً، لا فضول فيه ولا تقصير، دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وإن دقت، لايذم شيئاً، ولم يكن يذم ذواقاً - ما يطعم - ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له، لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها - سماحة - وإذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام.
وكان يخزن لسانه إلا عما يعنيه، يؤلف أصحابه ولا يفرقهم، يكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره.
يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويصوبه، ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر، غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجاوزه إلى غيره.
الذين يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.