وهي هناك، سنة ست، وقيل سنة سبع» (?)، وقال الذهبي في «السير» في ترجمة أم حبيبة - رضي الله عنها -: «ابن سعد: أخبرنا الواقدي: أخبرنا ..»، وذكر رؤياها - رضي الله عنها - وردّة زوجها، ثم قال (الذهبي): «وهي منكرة» (?). ولم يبيّن - رحمه الله - وجه النكارة.
ومما يرجّح أن خبر ردته غير صحيح: أن الروايات الصحيحة في نكاحه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأم حبيبة - رضي الله عنها - لم تذكر شيئاً من ذلك؛ فقد روى الإمام أحمد بسند صحيح من طريق الزهري عن عروة عن أم حبيبة - رضي الله عنها -: «أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش، وكان أتى النجاشي فمات، وأن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تزوج أم حبيبة وهي بأرض الحبشة، زوّجها إياه النجاشي، وأمهرها أربعة آلاف» (?)، ورواه أيضاً أبو داود (?)، والنسائي (?).
مما سبق يتبين - والله أعلم - أن قصة ردة عبيد الله بن جحش لم تثبت، لعدة أدلة منها:
1 - أنها لم تُروَ بسند صحيح متصل، فالموصول من طريق الواقدي. والمرسل جاء عن عروة بن الزبير، ولا يمكن أن نحتج بالمرسل (عند من يرى الاحتجاج به) في مسألة كهذه؛ فيها الحكم على أحد السابقين الأولين - رضي الله عنهم - بالردة.
2 - أن الروايات الصحيحة في زواجه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأم حبيبة لم تذكر ردة زوجها السابق، كما في الرواية السابقة عند أحمد، وأبي داود، والنسائي.
3 - أنه يبعد أن يرتد أحد السابقين الأولين للإسلام عن دينه، وهو ممن هاجر فراراً بدينه مع زوجه، إلى أرض بعيدة غريبة. خاصة أن عبيد الله بن جحش ممن هجر ما عليه قريش من عبادة الأصنام، والتماسه مع ورقة وغيره الحنيفية - كما في رواية ابن