ورواه الحاكم في «المستدرك» عن الزهري مرسلاً، وفيه: «ثم افتتن وتنصّر فمات وهو نصراني، وأثبت الله الإسلام لأم حبيبة، وأبت أن تتنصّر» (?)، ورواه موصولاً من طريق الواقدي، وفيه رؤيا أم حبيبة (?)، كرواية ابن سعد. «ومراسيل الزهري ضعيفة» (?)، قال الإمام الذهبي - رحمه الله -: «قال يحيى بن سعيد القطان: مرسل الزهري شرّ من مرسل غيره؛ لأنه حافظ، وكل ما قَدرَ أن يُسمّي سَمّى، وإنما يترك من لا يحب أن يسميه. قلت (الذهبي): مراسيل الزهري كالمعضل؛ لأنه يكون قد سقط منه اثنان، ولا يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط، ولو كان عنده عن صحابي لأوضحه، ولما عجز عن وصله، ومن عدّ مرسل الزهري كمرسل سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير ونحوهما، فإنه لم يدر ما يقول، نعم كمرسل قتادة ونحوه» (?).

وروى الخبر الطبري في تاريخه، في: «ذكر الخبر عن أزواج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -» عن هشام بن محمد مرسلاً، وفيه عند ذكر أم حبيبة: «فتنصّر زوجها، وحاولها أن تتابعه فأبت، وصبرت على دينها، ومات زوجها على النصرانية» (?)، والخبر فضلاً عن إرساله؛ فإنه عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وهو رافضي متروك، قال الإمام أحمد - رحمه الله -: «إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحداً يحدِّث عنه» (?). ونقله ابن الأثير في تاريخه (?) عن ابن الكلبي أيضاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015