تُعرِّف العقيدةُ الإنسانَ بغاية وجوده، ومهمته في هذه الحياة، فهو لم يُخلق عبثًا، ولن يُترك سُدىً. إنه خُلق ليكون خليفة في الأرض، يعمرها كما أمر الله، ويسخرها لما يحب الله، يكشف عن مكنوناتها، ويأكل من طيباتها، غير طاغ على حق غيره، ولا ناسٍ حق ربه، وأول حقوق ربه عليه أن يعبده وحده، ولا يشرك به شيئًا، وأن يعبده بما شرع على ألسنة رسله الذين بعثهم إليه هداة معلمين، مبشرين ومنذرين، فإذا أدى مهمته في هذه الدار المحفوفة بالتكليف والابتلاء، وجد جزاءه هناك في الدار الآخرة: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا) (آل عمران:30) .