بلغ من أَحْوَال الْقَوْم كَذَا وَكَذَا فشاهدوا كَذَا وَكَذَا وَكَانُوا فِي حَال كَذَا وَكَذَا فَلم يزل يتَكَلَّم عَلَيْهِ حَتَّى سقط الطير عَن ركبته مَيتا
قَالَ أَبُو بكر بن مُجَاهِد سَمِعت أَحْمد بن سِنَان الْعَطَّار يَقُول سَمِعت بعض أَصْحَابنَا يَقُول خرجت يَوْمًا إِلَى نيل وَاسِط فَإِذا أَنا بطير أَبيض فِي وسط المَاء وَهُوَ يَقُول سُبْحَانَ الله على غَفلَة النَّاس
قَالَ جَعْفَر سَمِعت الْجُنَيْد يَقُول لقِيت شَابًّا من المريدين فِي الْبَادِيَة جَالِسا عِنْد شَجَرَة فَقلت يَا غُلَام مَا الَّذِي أجلسك هنها
فَقَالَ ضال افتقدته فمضيت وَتركته فَلَمَّا انْصَرف إِذا أَنا بِهِ قد انْتقل إِلَى مَوضِع قريب مني فَقلت لَهُ فَمَا جلوسك السَّاعَة هَهُنَا
قَالَ وجدت مَا كنت أطلبه فِي هَذَا الْموضع فَلَزِمته
فَقَالَ الْجُنَيْد فَلَا أَدْرِي أَي حاليه أشرف لُزُومه لافتقاد حَاله أَو لُزُومه الْموضع الَّذِي نَالَ فِيهِ مُرَاده
قَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سَعْدَان سَمِعت بعض الكبراء يَقُول كنت يَوْمًا جَالِسا بحذاء الْبَيْت فَسمِعت أنينا من الْبَيْت يَا جدر تَنَح عَن طَرِيق أوليائي وأحبائي فَمن زارك بك طَاف حولك وَمن زارني بِي طَاف عِنْدِي
الْبَاب الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ
فِي السماع
السماع استجام من تَعب الْوَقْت وتنفس لارباب الاحوال واستحضار الاسرار لِذَوي الاشغال
وَإِنَّمَا اختير على غَيره مِمَّا تستروح إِلَيْهِ الطباع لبعد النُّفُوس عَن التشبث بِهِ والسكون إِلَيْهِ فَإِنَّهُ من الْقَضَاء يَبْدُو وَإِلَى الْقَضَاء يعود