وَالَّذِي يروي الحَدِيث يروي عَنْهُمَا وَالَّذِي انْتَهَت الرِّوَايَة إِلَيْهِ يروي عَنهُ الْعدْل والضعيف وَذَلِكَ مثل أَن يروي وَكِيع بن الْجراح عَن النَّضر عَن عِكْرِمَة ووكيع يروي عَن النَّضر بن عَرَبِيّ وَهُوَ لَا بَأْس بِهِ ويروي عَن النَّضر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو عمر الخزاز وَهُوَ ضَعِيف وهما يرويان عَن عِكْرِمَة فَيحْتَاج النَّاظر فِي ذَلِك إِلَى أَن يعرف مَا ينْفَرد بِهِ النَّضر بن عَرَبِيّ عَن عِكْرِمَة وَمَا يَشْتَرِكَانِ فِي رِوَايَته وَإِلَى أَن يعرف مَا يرويهِ وَكِيع عَن النَّضر بن عَرَبِيّ وَمَا يرويهِ عَن النَّضر الخزاز وَمثل مَا يرويهِ الْوَلِيد بن مُسلم عَن أبي عَمْرو عَن الزُّهْرِيّ فيوهم أَنه أَرَادَ بِهِ الْأَوْزَاعِيّ وَإِنَّمَا أَرَادَ عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم وهما جَمِيعًا قد سمعا من الزُّهْرِيّ والوليد بن مُسلم قد سمع مِنْهُمَا وَالْأَوْزَاعِيّ ثِقَة وَعبد الرَّحْمَن بن يزِيد ضَعِيف وَقد يكون الحَدِيث يرويهِ الثِّقَة عَن الثِّقَة وَلَا يكون صَحِيحا لعِلَّة دَخلته من جِهَة غلط الثِّقَة فِيهِ وَهَذِه الْوُجُوه كلهَا لَا يعرفهَا إِلَّا من كَانَ من أهل الْعلم بِهَذَا الشَّأْن وتتبع طرق الحَدِيث وَاخْتِلَاف الروَاة فِيهِ وَعرف الْأَسْمَاء والكنى وَمن فَاتَتْهُ الرِّوَايَة عَن من عاصره وَمن لم تفته الرِّوَايَة عَنهُ وَمن كَانَ من شَأْنه التَّدْلِيس وَمن لم يكن ذَاك من شَأْنه وَالله أعلم بِالصَّوَابِ