النكباء: الريح بين الريحين. والسديف: شقق السنام، والصرصر: الريح الشديدة الصوت، الباردة.
ألا ربّ مكروبٍ أجبت ونائلٍ ... فعلت، ومعروفٍ لديك ومنكر
فيا توب للمولى، ويا توب للنّدى ... ويا توب للمستنبح المتنوّر
فقال لها رجل: ما كان توبة كما ذكرت. وقلت فتى الفتيان وما كان كذاك. فقالت: إن كنت كاذباً فأشل الله عشرك، وأدام فقرك. كان والله شديد المرة، لين العطفة، يرضيه أقل مما يسخطه.
وقال أيضاً: الطويل
نظرت وركنٌ من أبانين دونه ... مفاوز حسمى أيّ نظرة ناظر
كأنّ فتى الفتيان توبة لم ينخ ... قلائص يفحصن الحصى بالكراكر
ولم يبن أبراداً عتاقاً لفتيةٍ ... كرامٍ ويرحل قبل فيء الهواجر
فتىً لا تخطّاه الرّفاق ولا يرى ... لقدرٍ عيالاً دون جارٍ مجاور
فإن تكن القتلى بواءً فإنّكم ... فتىً ما قتلتم آل عوف بن عامر
البواء: الأمثال. يقال: باء فلان بفلان إذا قتل به. تقول: فإن تكن القتلى يبوء بعضها ببعض، فإن توبة فوق ذلك.
وأما قوله جل وعز: إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك، إنما هو إن فعلت أن تحتمل الإثمين المتساويين: الذي رد عليك قربانك فلم يقبل من أجله، وقتلك إياي، وكان كل واحد منهما كفاء الآخر. هذا اشتقاق هذا المعنى. ومن ذلك قول مهلهل بن ربيعة حين قتل بجير بن الحارث بن عباد: بؤ بشسع كليب، فقيل للحارث بن عباد: إن ابنك بجيراً قد قتل.