إن هذا يحبط أجرك، فقالت: السريع
تعجّب الدّهر لمحزونةٍ ... تبكي على ذي شيبةٍ شاحب
إن تسأليني اليوم ما شفّني ... أخبرك قولاً ليس بالكاذب
إن سواد العين أودى به ... حزنٌ على حنظلة الكاتب
وكان حنظلة قد كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال إسحاق بن أيوب وعامر بن حفص ومسلمة بن محارب: قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه محمد بن عروة فدخل محمد دار الدواب، فضربته دابة فخر ميتاً، ووقعت في رجل عروة الأكلة، ولم يدع ورده تلك الليلة. فقال له الوليد: اقطعها، وإلا أفسدت عليك جسدك، فقطعها بالمنشار وهو شيخ كبير. ولم يمسكه أحد. وقال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا.
وقدم على الوليد في تلك السنة قوم من بني عبس، فيهم رجل ضرير فسأله الوليد عن عينيه فقال: يا أمير المؤمنين، بت ليلةً في بطن واد ولا أعلم عبسياً يزيد ماله على مالي؛ فطرقنا سيل فذهب بما كان لي من أهل وولد ومال غير بعير وصبي مولود. وكان البعير صعباً فند. فوضعت الصبي واتبعت البعير، فلم أجاوزه إلا قليلاً حتى سمعت صيحة ابني، فرجعت إليه ورأس الذئب في بطنه وهو يأكله، ولحقت البعير لأحبسه فنفحني