اين تريدين فأخبرته، فشاطرني ماله فأتلفه زوجي، ففعل ذلك ثلاث مرات، فقالت امرأته: لو أعطيتها من شرارها، تعنى الإبل، فسمعته يقول: مشطور الرجز

والله لا أمنحها شرارها ... ولو هلكت عطّلت خمارها

واتّخذت من شعرٍ صدارها

فلما هلك اتخذت هذا الصدار، ونذرت لا أضعه حتى أموت.

وقال أبو محمود: قالت الخنساء: كنت أبكى صخراً على ما فاته من الحياة، فأنا اليوم أبكي له من النار.

ويروى أن عائشة رضي الله عنها أنشدتها الخنساء بعض أشعارها في صخر، أحسبه قولها: الوافر

ألا يا صخر إن أبكيت عيني ... لقد أضحكتني دهراً طويلا

بكيتك في نساءٍ معولاتٍ ... وكنت أحقّ من أبدى العويلا

دفعت بك الخطوب وأنت حيٌّ ... فمن ذا يدفع الخطب الجليلا؟

إذا قبح البكاء على قتيلٍ ... رأيت بكاءك الحسن الجميلا

فقالت لها عائشة: أتبكين صخراً وإنما هو جمرة في النار؟ قالت: يا أم المؤمنين، ذلك والله أشد لجزعي عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015