ثم نظر إلى قذاةٍ في عينه فلقطها بلسانه ثم رد الإزار على وجهه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعزوا عن موتاكم بي.
وهذا كلام تلقاه عنه المؤمنون ثم أدوه إلى من بعدهم من إخوانهم المؤمنين، فاحتذى هذا المثال يقيناً وإيماناً جماعة كلهم سلكه فاهتدى، ووصفه فأحسن، فمنهم عبد الله بن أراكة الثقفي، فإنه أصيب بابن له فأسرف أخوه عبد الله ابن عبد الله في البكاء فوعظه وعزاه فقال: الطويل
وقلت لعبد الله إذ جدّ باكياً: ... تعزّ وماء العين منهملٌ يجري
لعمري لئن أتبعت عينيك ما مضى ... به الدّهر أو ساق الحمام إلى القبر
لتستنفدن ماء الشؤون بأسره ... ولو كنت تمريهنّ من ثبج البحر
تأمّل! فإن كان البكا ردّ هالكاً ... على أحدٍ، فاجهد بكاك على عمرو
ولا تبك ميتاً بعد ميتٍ أجنّه ... عليٌّ وعبّاسٌ وآل أبي بكر