أوقد ذكرتها! أما إني لو وجدتها في غير إبل بني مرة بن ذهل لاستحللت تلك الإبل بها! فعطف عليه جساس الفرس فطعنه بالرمح، فأنفذ حضنيه. فلما تداءمه الموت قال: يا جساس، اسقني من الماء. قال: ما عقلت استسقاءك من الماء مذ ولدتك أمك قبل ساعتك هذه.
قال أبو برزة: فعطف عليه المزدلف عمرو بن أبي ربيعة فحز رأسه.
وأما مقاتل فزعم أن عمرو بن الحارث بن ذهل هو الذي طعنه فقصم صلبه، ففي ذلك يقول مهلهل: الوافر
قتيلٌ ما قتيل المرء عمروٍ ... وجسّاس بن مرّة ذو ضرير
وقال نابغة بني جعدة لعقال بن خويلد العقيلي لما أجار بني وائل بن معن، وقد قتلوا رجلاً من بني جعدة، فحذره عدوان الظلم واقتص له أمر كليب وحديثه: الطويل
كليبٌ لعمري كان أكثر ناصراً ... وأيسر ظلماً منك ضرّج بالدّم
رمى ضرع نابٍ فاستحرّ بطعنةٍ ... كحاشية البرد اليماني المسهّم
وقال لجسّاسٍ: أغثني بشربةٍ ... تفضّل بها طولاً عليّ وأنعم
فقال: تجاوزت الأحصّ وماءه ... وبطن شبيثٍ وهو ذو مترسّم
وهي في كلمة.
وقال العباس بن مرداس لكليب بن عهمة الظفري أخي عباس ومالك بن عهمة، وكانوا شركاء في القرية فجحدهم كليب حظهم منها فحذره غب الظلم وما لقي كليب منه: الكامل