وكان شرف بكر بن وائل في ولد ذي الجدين وهو عبد الله بن همام بن مرة بن ذهل ابن شيبان. وهؤلاء أشراف وأبناء أشراف. وهم بيت بكر بن وائل وشرفها.

وكانت إحدى بنات مرة تحت كليب بن ربيعة، وكان عدي المهلهل آخى همام بن مرة. وكان عاقده وعاهده ألا يكتم أحدهما صاحبه خبراً يقع إليه. فجاءت جارية لهمام فسارته بشيء، فتغير وجهه، فقال المهلهل: ما قالت لك يا أخي؟ فورى فقال له: العهد! فقال: خبرتني أن أخي قتل أخاك. فقال له المهلهل: لا ترع، فإن همة أخيك لا تبلغ ذاك.

وسيتصل الخبر مستقصىً بوقائعهم إن شاء الله.

وكانت حربهم أربعين سنة في مقتل كليب، وهو موصول بما ابتدأناه بما فيه من مراثيهم وغيرها. فقالت ماوية بنت مرة امرأة كليب، تشتكي ما بها من قتل أخيها زوجها، وهي قصيدة محيطة بالمعنى المقصود، جيدة الكلام بوفرة التشكي: الرمل

يا بنة الأقوام إن شئت فلا ... تعجلي باللّوم حتّى تسألي

فإذا أنت تبيّنت التي ... عندها اللّوم فلومي واعذلي

إن تكن أخت امريءٍ ليمت على ... شفقٍ منها عليه فافعلي

قتل جسّاسٍ على وجدي به ... قاطعٌ ظهري ومفنٍ أجلي

لو بعيني فديت عينٌ سوى ... أختها فأنفقأت لم أحفل

تحمل العين قذى العين كما ... تحمل الأمّ قذى ما تفتلي

يا قتيلاً قوّض الدّهر به ... سقف بيتيّ جميعاً من عل

هدم البيت الذي استحدثته ... وبدا في هدم بيتي الأوّل

ورماني قتله من كثبٍ ... رمية المصمى به المستأصل

يا نسائي دونكنّ اليوم قد ... خصّني الدّهر برزءٍ معضل

خصّني قتل كليبٍ بلظىً ... من ورائي ولظىً مستقبلي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015