وكذلك قول كعب بن سعد الغنوي: الطويل
وداعٍ دعا: يا من يجيب إلى النّدى؟ ... فلم يستجبه عند ذاك مجيبٌ
فقلت: أدع أخرى وأرفع الصّوت رفعةً ... لعلّ أبا المغوار منك قريب
ألا ترى ما وصفه به من الجود الذي هو عادة يجتمع عليها ثم لم يعدل به أحداً؟.
وكذلك قول أعشى باهلة في مرثيته المنتشر بن وهب حيث يقول في جلده، إذ كان جل ما فيه مما يمدح به فيما كان به موصوفاً: البسيط
ما يغمز السّاق من اينٍ ومن وصبٍ ... ولا يعضّ على شر سوفه الصّفر
ماضي العزيم على العزّاء منصلتٌ ... بالقوم ليلة لا ماءٌ ولا شجر
كأنّه عند صدق القوم أنفسهم ... باليأس تلمع من قدّامه البشر
ولا نعلم بيتاً في هذا المعنى من يمن النقيبة وبركة الطلعة أبرع من هذا، فإنما نملي هذا الضرب من العيون. ومثل ذلك قوله:
لا يتأرّى لما في القدر يرقبه ... ولا تراه أمام القوم يقتفر