قال أبو الحسن عن علي بن سليمان عن الحسن: الخير الذي لا شر فيه الشكر مع العافية، والصبر عند المصيبة. فكم من منعم عليه غير شاكر، ومن مبتلى غير صابر.
قال: ومن أحسن التعزية إبلاغ في إيجاز. قال أبو الحسن: ومن أحسن ما سمعنا في ذلك عن أبي الحكم الليثي عن شيبة بن نصاح قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم صرخت أسماء بنت عميس، فنادى مناد من ناحية البيت، يسمعون حسه ولا يرون شخصه: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، أعلى رسول الله تبكون، أم على رسول الله تصرخون؟ فقالت أسماء: ما على رسول الله صلى الله عليه وسلم نبكي ولا على رسول الله نصرخ، ولكن على انقطاع الوحي عنا. قال: ثم نادى الثانية: كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور. إن في الله عزاءً من كل مصيبة، وعوضاً من كل مرزئة، ودركاً من كل فائت، وخلفاً من كل هالك. فبالله فثقوا، وإياه فارجوا. المحبور من حبره الثواب، والخائب من أمن العقاب.