[التوبة:103] ، ولذلك وصف الله -سبحانه وتعالى- النفس السمحة التي تغلبت على شحها بالفلاح والفوز، قال تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] ، وتطهر الفقير من الحقد والحسد والبغضاء، لتطبع نفسه على المحبة والسماحة في المعاملة.
وأما الأخلاق الاقتصادية التي تنميها الزكاة، فهي تحثُّ على الاستثمار وعلى الاستهلاك، وكلاهما ضروري في مجال العقود والمعاملات، فتحصيل الزكاة من الأغنياء، يدفعهم إلى استثمار أموالهم، وإلا تآكلت من الزكاة كل عام، فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم: "اتجروا بمال اليتيم حتى لا تأكله الزكاة"، فاكتناز المال يؤدّي إلى خطرين: القضاء عليه وإهلاكه بعدم الاستثمار والتنمية، والقضاء على صاحبه بالعذاب الأليم في الآخرة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34] ، وكذلك تحث على الاستهلاك، فالذين يحصلون على الزكاة يستهلكونها في قضاء حاجتهم مما يؤدّي إلى زيادة الاستهلاك، وهذا بدوره يؤدّي إلى زيادة الاستثمار، وسداد ديون الغارمين في الزكاة يشجع الأغنياء والفقراء على القرض والاقتراض لضمان السداد من سهم الغارمين، إذا عجز الفقير عن أداء الدين، وهذا يؤدِّي بدوره إلى الاستثمار أيضًا، وكذلك فالزكاة تحثُّ على العمل وتشغيل رءوس الأموال والعاطلين، فحينما يقضي الفقير حاجاته يؤدِّي إلى كثرة الاستثمار والاستهلاك، مما يؤدي إلى الحث على العمل وتشغيل العاطلين.
وأما الأخلاق الاجتماعية التي تنميها فريضة الصوم فهي الصبر، وقوة العزيمة، وأسمى أنواع الأمانات، وكلها من مبادئ الأخلاق في