وحول الشمس، فيصعدون معها حين تصعد، ويهبطون معها أينما هبطت؛ لذلك لا يستنكرون حركة الشمس، لكونهم يتحركون معها، ومعنى سجود الشمس تحت العرش، أن ملكوت السماوات والأرض في جوف ملكوت الكرسي، كما في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} وملكوت الكرسي في جوف ملكوت العرش، كما في الحديث الشريف الذي رواه أنس -رضي الله عنه: "الكرسي في جوف العرش"، إذن فالسماوات والأرضين كرة داخل كرة أكبر منها هي ملكوت الكرسي، وهذه كرة داخل كرة أخرى هو ملكوت العرش.
وعلى ذلك فالسماوات والأرضون تحت الكرسي، والكرسي تحت العرش، ولما كان كل ما في السماوات والأرض يسجد لله تعالى، فإنما يسجدون له تحت العرش، فالشمس أينما كانت تسجد تحت العرش، والناس جميعًا على الأرض يسجدون تحت العرش، فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم.
ومعنى تطلع الشمس من مغربها أن العلماء اكتشفوا أن الكون يتسع الآن، وسيظل يتسع إلى أن يأتي زمن يتوقف فيه عن الاتساع، ويبدأ في الانكماش تدريجيًّا، حينئذ تنعكس حركات كل الكواكب والنجوم فتشرق الشمس من المغرب، وتغرب في الشرق، يحدث ذلك قبيل انفجار الكون وقيام الساعة، وهذا هو معنى قوله -صلى الله عليه وسلم: "فتصبح الشمس طالعة من مغربها، ثم قال: أتدرون متى ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذاك حين لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا".