حركة القمر حول الأرض، وجري الشمس في فلكها، ودلالتها على التسبيح والسجود الذي خلقها سبحانه كما في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} [الحج: 18] ، وفي قوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44] ، فحركة هذه الأفلاك تشبه حركة المصلي في تسبيحه وسجوده لله تعالى، ولا فرق بينهما، فما من مخلوق في السماوات والأرض إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم، وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- سجود الشمس وتسبيحها لله -عز وجل- فيما رواه مسلم عن أبي ذر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أتدرون أين تذهب الشمس؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخرّ ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت؛ فترجع طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئًا، حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش؛ فيقال لها: ارتفعي اصبحي طالعة من مغربك؛ فتصبح طالعة من مغربها، أتدرون متى ذلك؟ ذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا".
يقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم: الحديث الشريف يصور اندفاع الشمس في فلكها الحلزوني الذي اكتشف حديثًا جدًّا، وهي ترتفع وتجري ثم ترتفع وتجري، ومعنى لا يستنكر الناس منها هذه الحركة؛ لأنهم لا يشعرون بحركتها لتحرك الأرض تحتهم حول نفسها