صنف في قوانين الرواية، وكذا كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)،يقول الحافظ أبو بكر بن نقطة (ت:629هـ):" كل من أنصف علم أنّ المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه" (?).
وكذا مصنف معاصره الفذ ابن عبد البر المالكي ت: (463) (جامع بيان العلم وفضله)،وضع فيه أبواباً مهمة في أدب الرواية وغيرها.
ثم جاء من بعده الحافظ أبو يعلى الخليلي المتوفى سنة (446 هـ)، فألف كتابه (الإرشاد في معرفة علماء الحديث)
ثم جاء من بعدهم الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي المتوفى سنة (507 هـ) فألف كتاباً في العلو والنزول.
ثم ألف القاضي عياض ت (544 هـ) كتابه (الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع)، ثم صنف أبو حفص الميانجي ت (581 هـ) جزءه " ما لا يسع المحدّث جهله ".
ثم جاء بعد ذلك الحافظ ابن الصلاح فانتفع من جميع من سبقه فنظم ورتب وهذب والف كتابه النفيس (معرفة أنواع علوم الحديث) والمشهور بالمقدمة، يقول الحافظ ابن حجر:"الحافظ الفقيه تقي الدين أبو عمرو عثمان بن الصلاح بن عبد الرحمن الشهرزوري نزيل دمشق فجمع -لما ولي تدريس الحديث بالمدرسة الأشرفية- كتابه المشهور، فهذب فنونه، وأملاه شيئا بعد شيء؛ فلهذا لم يحصل ترتيبه على الوضع المتناسب، واعتنى بتصانيف الخطيب المفرقة، فجمع شتات مقاصدها، وضم إليها من غيرها نخب فوائدها، فاجتمع في كتابه ما تفرق في غيره؛ فلهذا عكف الناس عليه، وساروا بسيره، فلا يحصى كم ناظم له ومختصر، ومستدرك عليه ومقتصر، ومعارض له ومنتصر" (?).
ويعد كتاب ابن الصلاح مرحلة جديدة من مراحل التصنيف في مصطلح الحديث، وكل من صنف بعده في هذا الفن دار في فلكه بين شارح أو مختصر أو متعقب أو منكت، ومن أهم هذه المختصرات:
1 - إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق، للإمام النووي (ت 676 هـ).ثم اختصر المختصر، وسمّاه (التقريب).